ليس من المفروض برأي الدعيج وجود وحدة وطنية!

زاوية الكتاب

كتب 942 مشاهدات 0


القبس

مع كل دعمنا لحرية الرأي..

عبد اللطيف الدعيج

 

لست من المؤيدين لقانون حماية الوحدة الوطنية او نبذ الكراهية او اي تسمية اخرى. لانه اصلا لا وجود له، وليس من المفروض ان توجد وحدة وطنية، فنحن مختلفون كأفراد، ونحن مختلفون كجماعات. ومن حق كل منا ان يحتفظ بخصوصياته واسلوب معاشه ومعيشته مع انسجام وتوافق مع الآخرين. وحدة وطنية تعني صبغ الناس جميعا بصبغة واحدة. وهذا ما يتعارض مع المجتمع والنظام الديموقراطي. من حق القبلي مثلا ان يحافظ على قبليته وميراثه في نطاق القانون والنظام العام، ومن حق الاعجمي ان يحافظ على اعجميته لغة وميراثا وسلوكا. وليس من المفروض ان يثير اي منهما حفيظة او حتى انتباه احد. هذا بالاضافة الى اننا في مجتمعاتنا البدائية نسعى اصلا الى محاصرة الآخرين واقصائهم، وقوانين مثل هذه قد تكون سلاحا في يد جماعة يستخدم بشكل قانوني للجم الآخرين وتحجيم المناوئين.

اصلا التعاون والانسجام العام لا يُعلمان ولا يُفرضان بالقوة. بل يتشربهما الانسان اثناء نموه. هنا نحن مع الاسف نعلّم ونربي في المدارس على افضلية «الانا» العربية او المسلمة. اي علىافضلية اهل العلم وصلاح المؤمنين ونقائهم. منذ البداية يتعلم الفرد ان هناك «ناس وناس» وان التمييز مقبول، وان الرأي واحد ومخالفته او الشذوذ عنه خروج على الجماعة وليس حقا للفرد او الطائفة.

مع هذا، ومع كل هذا التحفظ. ومع ايضا انني ضد معاقبة اي كائن من كان على «رأي». فان ما صدر اخيرا بحق المتجنسين والازدراء الذي مارسه البعض يجب الا يمر بسلام، ويجب على الاقل اجبار من كان معنيا بتصغير المتجنسين او تقسيم الناس وفقا لاصولهم الى التوبة والاعلان عن خطئه عمليا عبر ممارسة عملية تؤكد حرصنا الحقيقي على حماية جميع افراد المجتمع وليس القوى والمجاميع النافذة.

ان تطبيق قانون نبذ الكراهية انتصارا للقوى الضعيفة سيكون اعلانا جادا عن سعينا كمجتمع الى التساوي والى تحقيق العدالة العامة لكل الناس. خوفنا ان يتم تطبيق القانون، لكن لحماية من هم محميون اصلا، وللمحافظة على تفوق من هم في الأصل متفوقون ومميزون عن الآخرين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك