المطارات .. وسعودة القطاع بقلم سلمان بن محمد الجشي

الاقتصاد الآن

1420 مشاهدات 0


في الأسبوعين الماضيين تنقلت بين خمسة مطارات دولية، ثلاثة من هذه المطارات معظم العاملين فيها من غير جنسية بلد هذه المطارات، وهي: مطار الملك خالد في الرياض، ومطار دبي، ومطار البحرين، أما المطاران الآخران في كل من سيئول وهونج كونج فمعظم من يعمل فيهما هم من جنسيات هاتين الدولتين إن لم يكن جميعهم.   نحن نعاني بطالة (مقنعة) أكثر من 1.5 مليون عاطل أغلبيتهم نساء والسواد الأعظم من العاملين في مطاراتنا غير سعوديين على الرغم من حساسية أعمالهم والمواقع التي يوجدون فيها، أقصد حساسية أعمالهم أمنيا وليس تقنيا، فلِم لا تشغل هذه الوظائف بسعوديين؟ فأغلبية التخصصات التي يقوم بها هؤلاء الموظفون الأجانب ليست بالصعبة أو المعقدة، إنما على العكس تماما بعضها لا يحتاج حتى إلى تدريب إنما يحتاج إلى توجيه فقط، فما الحكمة من توظيف الأجانب في مجال السعوديون أولى به؟ حتى إن كانت أعمال الأجانب من التخصصات المعقدة ألا نملك العقليات من الشباب السعودي للقيام بهذه التخصصات؟ فأغلبية من يقوم بالأعمال المعقدة وصيانة الطائرات في المطارات العسكرية لدينا هم من الشباب السعودي الذين خضعوا للدراسة والتدريب المتطور وهم الآن يقومون بأعمالهم المسندة إليهم على أكمل وجه، بل بعضهم تفوق في قدراته على من قام بتدريبه.   لدينا 22 مطارا منها ثمانية مطارات دولية جميعها صممت على أحدث المواصفات، لكن – مع الأسف - أغلبية الأعمال اللوجستية والخدمية في هذه المطارات يقوم عليها موظفون أجانب.. ولكم أن تتخيلوا عدد الوظائف التي سيتم توفيرها فيما لو تم توظيف الشباب السعودي بدلا من الموظفين الأجانب.. طبعا الجواب سيكون عشرات الآلاف من الوظائف، والأهم أنه بسهولة وفي جو مريح يمكن أن تحوز المرأة الجزء الأكبر منها، خصوصا في ظل توجه العديد من دول العالم لاستغلال المطارات كي تكون مراكز اقتصادية ومعالم حضارية وسياحية، حيث لن يتحقق ذلك لدينا إلا بوجود الشباب السعودي الذين هم من يعول عليهم في البناء والتنمية والتطور.   بعد النجاح الذي حققه برنامج وزارة العمل (نطاقات) لتحفيز المنشآت على توطين الوظائف كمعيار جديد للسعودة، وحقق ما لم يتم تحقيقه في 30 عاما ووظف أكثر من 300 ألف سعودي في عام واحد، اقترح البدء ببرنامج نطاقات قطاعي يستهدف خلال ثلاثة أعوام بحد أقصى أن يكون الموظفون في القطاع المستهدف جميعهم من السعوديين، لكن لا بد أن يسبق ذلك إعداد خطة واضحة ومحددة الأهداف مرتبطة بفترة الأعوام الثلاثة للتأهيل والتدريب يكون لصندوق الموارد البشرية دور رئيس فيها، ومن الممكن هنا البدء بمطارات المملكة جميعها من مشغلي المعدات إلى سائقي التاكسي للرجال وكل الوظائف الإدارية والمكتبية للنساء، وذلك لكون مثل هذا القطاع المهم والحيوي يجب أن يكون النسبة الكبيرة من الموظفين فيه سعوديين إن لم يكن جميعه من الموظفين السعوديين، والموضوع ذاته يمكن تطبيقه على بقالات الأحياء الصغيرة وغيرها.. المهم في ذلك الإعداد والتنظيم الجيد المرتبط بفترة واضحة لتطبيقه

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك