لماذا خفضت السعوديه انتاجها النفطي؟!

الاقتصاد الآن

2900 مشاهدات 0


استغربت الأوساط النفطية العالمية من خفض المملكة العربية السعودية انتاجها من النفط خلال الشهرين الماضيين إلى 9 ملايين برميل بعد أن كانت تنتج أكثر من 10 ملايين برميل في منتصف العام الماضي، بفترة كانت تشهد أعلى معدل للطلب العالمي على النفط، واعتقد الجميع بأن السبب الوحيد وراء خفض الإنتاج السعودي في الوقت الحالي هو من أجل رفع أسعار وخفض و سحب الموجدات النفطية، ولخلق أزمة نقص في الأسواق النفطية، ومن ثم الدفع إلى معدل أعلى من 111 دولار .
 وهكذا ظنت واعتقدت الأوساط النفطية ذلك ناسية متناسية أن المملكة العربية السعودية كأكبر دولة مصدرة للنفط هي التي دائما نادت إلى استقرار  أسعار النفط و لا تريد ان تضر باقتصاديات العالمية ومن أكبر مهام المملكة هو المحافظة على استقرار الأسعار وان تكون الأسواق وعامل العرض والطلب المؤشر هو المقياس الوحيد لتحديد الأسعار.
لكن ماسبب هذا الخفض وفي حدود المليون برميل وفي هذا الوقت تحديدا، وماهو السبب ان لم يكن الغرض هو لرفع سعر البرميل، ولكن ألا تعلم المملكة ذلك وان هناك طلبا على النفط في هذه الفترة، أم أن هناك عامل آخر وقد يكون التغيير في نمط الاستهلاك  العالمي وراء هذا الاجراء من خفض الانتاج وان الفترة الحالية  لسيت هي الفترة الحرجة وان الفترة الحرجة قد تحركت الى فترتي الربيع والصيف، حيث سيكون الطلب الحقيقي على النفط في ذروته، وقد يزيد عن معدل  90 مليون برميل، وهذا تغيير شامل عما كان يحصل قبل 10 سنوات حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية و كندا والمانيا واليابان وكوريا وراء زيادة الطلب العالمي . اما الآن فالصين والهند وروسيا والبرازيل والمملكة العربية السعودية والتي يصل فيها الطلب المحلي الى حوالي 5 ملايين برميل من النفط المكافئ هو الموسم الحقيقي لأعلى معدل على النفط، وان الصورة قد تغيرت عن ال10 سنوات الماضية .
هذا  بالإضافة الى ان الولايات المتحدة الأمريكية  بدأت فعلا بتقليل اعتمادها على الاستيراد الخارجي وأكثر اعتمادا على مصادرها من الغاز الصخري والنفط الصخري . وفي تزايد وخاصة وان ولايتي 'نورث داكوتا 'قادرة  لوحدها ان  تنتج حاليا أكثر من 750 الف برميل من النفط الصخري اي تقريبا ما يعادل انتاج
'الاكوادور' .
التغيير في نمط ومعدل الاستهلاك هو السبب الرئيسي الى خفض المملكة لمعدل الانتاج ولا تريد ان تسبب اي نقص في الموجودات النفطية ولأن فترة الذروة الآن قد تأخرت بعدة أشهر وان الربع الرابع ومنتصف الربع الأول لم يعدا بحاجة الى كميات اضافية، والموجودات من المخزون التجاري قادر على ان يسد أي طلب على النفط.
ويعود السبب الرئيسي الى  هذا الخفض في معدل الانتاج وفي هذه الفترة الى ضعف وهذه الدول هي التي ستقرر مصير الطلب المتزايد على النفط والموسم النفط الجديد. ولم  تعد اوروبا وامريكا الشمالية يمثلون الميزان ومقياس الطلب على النفط ولكن الدول الآسيوية الناشئة هي التي بدأت تمثل القوة والتوازن النفطي والاقتصاد العالمي .
مما لاشك فيه أن الأسواق النفطية قد تغيرت عن 10 سنوات مضت ومن المؤكد أيضا أنها ستتغير في خلال ال 5 سنوات القادمة، وقد نشهد تواجد آسيوي أكبر و أكثر واعدة مثل أندونسيا وفيتنام، بالاضافة إلى الدول النفطية الخليجية تحديدا استهلاكي ايران والعراق ومن المتوقع ان يفوق استهلاكمهما المحلي الى أكثر من 6 ملايين برميل، وهو معدل رهيب وسيؤثر على الامدادات الخارجية.
و لكن هل ستمتلك منظمة ' اوبك ' طاقة انتاجية فائضة في السنوات وفي فترة الذروة لسد طلبات واحتياجات الأسواق الخارجية المطلوبة.
السنة الماضية كانت سنة مالية مثمرة لدول منظمة أوبك وحصدت أكثر من ترليون دولار وأنتجت أكثر من 30 مليون برميل، هل ستكرر تجربة العام الماضي وتحصد ايرادات مالية أكبر، من المؤكد أن المنظمة لديها الخبرات الكثيرة في التعامل مع الأسواق النفطية وفي جميع حالاتها، وها هي عرفت كيف تتعامل مع المتغيرات الحالية الجديدة من التغيير الجذري لموسم الطلب العالمي على النفط .
وهاقد اكتسبت خبرة مضافة.

كامل عبدالله الحرمي

كاتب ومحلل نفطي مستقل

 

الآن: كامل الحرمي- كاتب ومحلل نفطي مستقل

تعليقات

اكتب تعليقك