المعارضة والسلطة سبب المشكلة.. هذا ما يراه خليفة الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 825 مشاهدات 0


القبس

'يا عبيد ضاع الراي يا عبيد' نحتاج لحكماء أكثر من حاجتنا لثوار

خليفة مساعد الخرافي

 

كلا الطرفين سبب المشكلة

لقد انكشف الخداع للشعب يا سلطة ويا معارضة

من يحمل لواء المعارضة ضد السلطة لإصلاح الوطن فهو مشارك رئيسي في خراب الوطن، بتقصيره عن تشريع قوانين ضد الفساد، ولتواطئه مع السلطة التنفيذية بتمرير واسطات جائرة لناخبيهم ومناصريهم مخالفين اللوائح ومتجاوزين النظم وكاسرين القوانين، اما فساد السلطة التنفيذية «ما تشيله البعارين»، فلم يكونوا مؤهلين لإدارة الحكومة، لهذا وصلت الكويت إلى الدرك الأسفل لكثرة الفساد والتخبط وعدم قدرة السلطة التنفيذية على تطبيق توصيات أهل الخبرة منذ ما بعد التحرير، والتي بدأت بتوصيات لجنة تصحيح المسار الاقتصادي، التي اهملت السلطة توصياتها، وتم تجاهل تحذيراتها من أن التسيب والفوضى والتخبط في إدارة الدولة ستجرنا إلى مزيد من الفلتان، الذي سيولد كارثة في كل القطاعات الاقتصادية والتعليمية والامنية والخدمية، فلا خطّة خمسية تُعتمد، وكل وزير يفعل ما بدا له في وزارته، ويأتي الوزير الذي بعده فيلغي ما قام به الوزير السابق وكأن البلد بقالة وليس وزارة، وكل شيخ متنفذ، وكل نائب لسانه طويل له شلته وجماعته، يحميها اما باسم القبيلة او باسم الطائفة او باسم العائلة او لكونه من جلساء الشيخ المتنفذ ومحسوبا على احدهم، ويوما عن يوم يزداد الضياع في الكويت برضا وقبول نواب سابقين يدعون المعارضة، وفي الوقت نفسه هؤلاء النواب يقدمون لبعض الوزراء الشيوخ وأتباعهم معاملات مخالفة للنظم واللوائح، وبعدها يتهمون السلطة التنفيذية بالفساد.

الجميع مشارك في جريمة تخريب الكويت، سواء من يحمل لواء المعارضة ويتحدى السلطة بممارسات فوضوية، أو السلطة التنفيذية التي لا نثق بقدرتها على الاصلاح، لانها سلطة شاركت نواب معارضة سابقين في ترضيتهم بتمرير معاملات مخالفة للنظم واللوائح والقوانين، وسايرتهم في قرارات مخربة لاقتصاد الوطن، وفي تشريع مجموعة قوانين لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، بل بعضها كريه اللون والطعم والرائحة، أثارت سخرية المراقبين الأجانب للساحة السياسية الكويتية.

أكبر جريمة قامت بها المعارضة والسلطة هي تشويه عقلية المواطن الكويتي، فأصبح غير منتج، يأخذ ولا يعطي، سلبياً جداً وكثير التذمر.

***

ليس لنا إلا الدعاء لله عز وجل :

اللهم اهدِ المعارضة والسلطة إلى سواء السبيل .

«اللهم يا كريم يا رازق النمل في جحره والطائر في عشه أن تديم علينا نعمة النفط، فعليك اتكالنا»، اما اذا رجعت امورنا الى معارضتنا وسلطتنا فعلى الوطن السلام، نحن نعلم انه لا ينغزي لا بسلطتنا التنفيذية المترددة الضعيفة المتخبطة المقصرة المتمصلحة، ولا ينغزي بمعارضة اكثر من السلطة تقصيراً وتخبطاً وتمصلحاً .

***

كلا الطرفين، حكومة ومعارضة، يخدعنا بأنه هو الحق، والطرف الآخر هو الباطل، بينما المجاميع الواعية من الشعب تعلم من منهما مخادع من أجل مصالحه وغاياته، لقد انكشف كل شيء فلم يعد يخدعنا أحد، مللنا من هذه المسرحيات المكررة والادعاءات الكاذبة من كِلا الطرفين، فأُحبط الشباب ومعهم بقية الشعب من ممارسات وسلوكيات المعارضة، التي نسمع كلامها يعجبنا، نشوف اعمالها نتعجب، وأحياناً كثيرة لا يعجبنا لا كلام المعارضة ولا أعمالها، والمثل ينطبق أيضاً على السلطة لعدم قدرتها على تطبيق ما تعد به الشعب من خطط ومشاريع لتطوير الكويت بسبب ضعفها وتخبطها وضياعها.

***

يقول المثل الكويتي: «آه من بطني وآه من ظهري»، وتعني ان مصيبته صعبة، ان تمكن المرض من البطن والظهر وتزامن في الوقت نفسه، فهو أمر عسير جداً، وهذا مرض الكويت الذي استفحل وانتشر بسبب تخبط السلطة وتخبط المعارضة الشكوى لله.

***

نعلم ان مهمة من يحمل لواء المعارضة أسهل بكثير من مهمة من عليه الإدارة والتنفيذ، فالانتقاد سهل جداً، اما التنفيذ فصعب جداً، فأن تستغل المعارضة أحباط الشباب من تردي أحوال البلد وانتشار الفساد الذي ساهمت به المعارضة نفسها لتقصيرها في تشريع قوانين ضد الفساد، أو لتورطها في واسطات جائرة، ليس من المروءة خداع شباب ثائر لتخبط أوضاع بلده من مجاميع نعلم جيداً انها لو أمسكت إدارة البلد لقامت بعمل تعودت عليه، وهو تمشية واسطات جائرة لمناصريها «ما نقول الا الله يستر على كويتنا»، لا أعلم لماذا دار في خاطري سامرية بحرينية «يا عبيد ضاع الراي يا عبيد».

فلقد طغت المعارضة وتمادت بِغَيها، كما طغت السلطة التنفيذية وتمادت بِغَيها، وضاع شبابنا بين طغيان الطرفين، وضاع معهم شعب طيب يتحسر على ضياع وطن يتنازعه أهل المصالح من الطرفين، كل طرف له اهدافه وغاياته ومآربه.

***

ليس لنا الا الدعاء لله عز وجل:

اللهم اهدِ المعارضة والسلطة إلى سواء السبيل .

«اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي فَإنَّهُمْ لا يعْلَمُون».

انها دعوة سيدنا محمد صلاة الله وسلامه عليه

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك