لم يعد هناك أحد على الحياد إلا هؤلاء؟!.. برأي محمد الدوسري

زاوية الكتاب

كتب 1083 مشاهدات 0


عالم اليوم

غربال  /  حياد في زمن الظلم والاضطهاد

محمد مساعد الدوسري

 

هناك مقولة شهيرة للمناضل الآفروأميركي مارتن لوثر كنج يقول فيها «إن اسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يقفون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية» ولا يوجد تجل حقيقي لهذه العبارة أكثر مما تعيشه الكويت هذه الأيام من ظلم واضطهاد حكومي لمعارضيها.

تتعدد أسباب حياد بعض الجماعات والأفراد، فمنهم من ينتمي لفكر مشوه مسخ خرج من رحم أجهزة الاستخبارات الإقليمية ونما بأموال الهبات والشرهات، وهؤلاء نفر قليل في طريقهم للاندثار بعد أن شاعت فضائحهم على طول الوطن العربي وعرضه خلال ربيعه الأخير.

فئة أخرى تجلس على الحياد، يمتلئ قلب أفرادها بالعنصرية والبغضاء لكل ما يأتي من طرف أو شريحة معينة، وهؤلاء هم أكثر من يتحدث عن الحريات والحقوق والديمقراطية وحمايتها، إلا أن حماية هذه المثاليات تقف عند حدود مصالحهم ودمهم فقط، ولا يوجد إيمان حقيقي لديهم بالمواطنة ومفهومها الواسع.

الطرف الأخير الجالس على الحياد، هم إخواننا من الذين وضعوا كل بيضهم في سلة الحكومة، في خطأ تاريخي سيندمون ويساءلون عنه كثيرا، فمن يتمايز ويبتعد عن فئات الشعب الأخرى، لن يجد السند والعضيد إذا ما جارت رياح الحكومة عليه يوما ما، وهو أمر متوقع في كل وقت.

لم يعد هناك أحد على الحياد إلا هؤلاء، ومنظمات المجتمع المدني والنقابات الخاضعة لسيطرتهم أو خاضعة لسيطرة متمصلحين فاسدين، وهؤلاء يجب تأديبهم بإسقاطهم في أول انتخابات مقبلة، إضافة إلى أُناس يجلسون على «مراكيهم» في الدواوين معترضين على الأوضاع بلا تلبية لأي دعوة تساهم في إيجاد الحلول، وهؤلاء لا تثريب عليهم، فهم «والمركى» الذي يجلسون عليه سواء لدى الناس.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك