الأخطر من مروجي 'الوهم والشك' تصديق بعض المسؤولين.. مساعد الظفيري محذرا
زاوية الكتابكتب مارس 6, 2013, 3:02 ص 972 مشاهدات 0
خرافة الوهم!
مساعد الظفيري
الوهم أو الخرافة هما نتاج لتدخل متعمد ومقصود يهدف لتزييف الحقيقة وتغيير الواقع للتأثير على القناعات ولزرع الشكوك، وتكمن خطورة تصديق الوهم في خلق حالة من التردد وإساءة الظن بكل ماهو جميل من تاريخ أو علاقات..! فالاستجابة للوهم إنما هي خضوع لوساوس شيطانية كانت أم بشرية تسعى ترهيبا أو ترغيبا في إهلاك الفرد والمجتمع!
وفي ظل حالة التردي القيمي المتصاعد وشيوع توظيف المال الحرام أصبح لزرع الوهم والتشكيك سوق رائجة، وصار لها سماسرة وباعة يروجون لبضاعتهم المزيفة والمضللة على ضعاف العقول ومسلوبي الإرادة، من خلال الاستخدام المكثف لبعض وسائل الإعلام المفسدة
والمسعرة للفتن.
من أمثلة تجارة نشر الوهم وزرع الشك ما تم ترويجه عن خطورة الحراك الشعبي ومطالبات الإصلاح، بحجة أن هذا الحراك وتلك المطالبات إنما تهدف إلى قلب نظام الحكم، وأن من يقف مع الحراك الإصلاحي من تيارات وكتل وأفراد إنما يسعى لإيجاد هذه الحالة..! هذا الوهم استخدمت له وسائل محلية وخارجية، وضخت له الأموال، وجند له بعض ضعاف النفوس للتكسب من خلاله، وإذا ما تفحصنا بتجرد حقيقة هذا الموضوع، وحكمنا العقول تجاهه، نجد أنه لا يعدو أن يكون سوى وهم نسجه خيال مريض لمتنفذ يخشى من الإصلاح، أو لمرتزق بائع للضمير أو لخصم غارق في الخصومة!
والأخطر من مروجي الوهم والشك هو أن يصدق بعض المسؤولين وبعض الشخصيات المعتدلة دعاوى مروجي الفتن، ويستسلموا أمام كذبهم وتزييفهم للحقائق، وهم يعلمون يقينا أن هؤلاء المزيفين والكذابين إنما يخفون ما لا يظهرون، وأن ما يقومون به من ترهيب وتخويف إنما هو للحصول على المزيد من المال الحرام، وصدق الله سبحانه وتعالى في قوله «ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون».
خرافة الوهم.. «زهايمر» السياسيين.. إذا تحكم فيهم أفقدهم توازنهم وأخل في مواقفهم، وأخضعهم لابتزاز دائم من مروجي الوهم ومزيفي الحقائق، وإذا ما تمكن منهم أؤلئك النفر صاروا أسرى لهم لا يجنى من اتباعهم إلا القطيعة وحصاد الشوك!
نحن في بلد عرف بتواصله الحميم وتفاعله الدائم، ولا يصح أن تنتعش فينا منابت الخرافة والوهم، كما لا يصح أن يترك أولئك المرجفون في الكويت دون محاسبة قانونية واجتماعية رادعة، تواجه تحريضهم وتطهر درن تضليلهم.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
تعليقات