ابتهال تتحدث عن أجمل مدينة في العالم

أنا لدي اقتراح، وهو في الواقع ليس من بنات أفكاري، ولكنه مستوحى من مسلسل 'طاش ما طاش' وكذلك من مبنى جامعة الكويت الجديد في الشدادية. أنا اقترح تقسيم الكويت الى قسمين: قسم نسائي وقسم رجالي، وذلك على غرار تقسيمة الشدادية، حيث سيكون هناك مبنيان طويلان ضخمان متوازيان، واحد للذكور والآخر للإناث ويفصل بينهما مجرى مائي (صحيح هالموضوع وليس مزحة) في تصميم رومانسي جدا، كما ان في إحدى حلقات 'طاش ما طاش'، تم تقسيم المدينة إلى جزءين منفصلين تماما: واحد نسائي والآخر رجالي، وفي الوسط ينتصب سور كبير خلفه تماما غرف للخلوة الشرعية، حيث يلتقي الرجال نساءهم والنساء رجالهم بين فترة وفترة. إذا تم تقسيم الكويت بهذه الصورة، التي قد يراها المعظم على أنها كوميدية وغير معقولة، سترتاح كل الأطراف 'القلقة'. يعني تخيلوا كيف ان نواب مجلس الأمة سيتخلون عن هوسهم بالمرأة، لن 'يقلقوا' بسبب عورات مكشوفة أو أصوات مسموعة أو حريات ممنوحة. سيعيشون في أمان تام بعد إزالة عوامل الإثارة المسببة للفساد وانتشار الفتن. لن يكون هناك قلق بسبب تنقل 'النسوة' في سياراتهن ناشرات بخورهن وعطورهن التي لا يستطيع، معشر الرجال مقاومتها إطلاقا. هذا غير خلو الشوارع من القيادات السيئة للسيارات، الشوارع في القسم الرجالي طبعا ليس فيها إلا سواق محترفون. لن يكون هناك قلق في محطات البنزين من سيدات ينزلن لخدمة أنفسهن فتختلط روائحهن بروائح الكيروسين فتتطاير الرغبات وتنهزم الإرادات. لن ينتشرن في الأسواق والسينمات وأماكن العمل.. ستنعدم كل مصادر الفتنة وسيكون الرجال في مأمن تام على أنفسهم وعلى نسائهم المخفيات خلف سور القسم النسائي، وأخيرا يستطيعون التفرغ لبعض من شؤون البلد 'الحقيقية'. أما عندنا في كويتنا النسائية، يا سلام، أعتقد انها ستكون أجمل مدينة على وجه الأرض، سنتحرك في شوارعنا بحرية رافلات بجميل الثياب بدون ملاحقة 'يأجوج ومأجوج' واتهامهم المستمر لنا في شرفنا وأخلاقياتنا. سنستطيع أن نعمل في كل وقت وفي كل مهنة نحلم أن نحقق ذاتنا فيها. شواطئ قسمنا ستكون جميلة ونظيفة مكتظة بالحسناوات منا. لن يكون الليل عدونا نتهم عند خروجنا تحت جنحه بأننا فاسدات متخفيات ستصبح عواميد الإنارة كلها وردية اللون، والشوارع زرقاء وخضراء، والبيوت بألوان قوس قزح. سنفعل ما نريد وقت ما نريد، يحكمنا دستور عادل وضمائر إنسانية حية (بعد زوال يأجوج ومأجوج). المهم أن نتفق من الآن، لكم كل النواب الذكور وعطونا وزيرتينا الاثنتين، ونشوف أي القسمين يصير مدينة متقدمة مليئة بالفرح والحياة وأيهما يصير مدينة عالم ثالث طالبانية، المهم في الموضوع... ترتاحون وتريحونا. * * * آخر شيء: النائب العدوة سأل في جلسة الاثنين 25 يونيو 'أين طاعة ولي الأمر؟' متحدثا عن عدم إعطاء النواب الفرصة للحكومة بناء على توجيهات سمو الأمير، ومن زوجي سؤال للنائب العدوة: أين طاعة ولي الأمر عندما أصدر الأمير مرسوما بإعطاء المرأة حقوقها السياسية؟ وإلا الطاعة عالمزاج؟! * ابتهال عبدالعزيز أحمد