بلقيس: احترمونا في المسلسلات

أوجه نداء الى مخرجي المسلسلات التلفزيونية الخليجية المزمع عرضها في رمضان المقبل، راجية الا يكون ندائي هذا متأخرا في خضم استعداداتهم المبكرة للشهر الفضيل. هذا النداء عبارة عن رجاء حار، بل توسل اليهم، بتقليل كمية الاصباغ المستعملة على جفون ووجنات الفنانات. لقد اصبحت الكميات المهولة من الاصباغ هي الماركة المسجلة للمسلسلات الكويتية على مختلف القنوات الفضائية فغالبية هذه المسلسلات تصور المرأة الكويتية على انها تنام وتصحو وعلى وجهها طبقات من الماكياج يصعب عدها، بل لقد اصبحت كمية الماكياج وتعدد ألوانه هما ما يميز المرأة العادية عما يسمى بالمرأة المسترجلة التي اصبحت من النماذج شبه الدائمة في هذه المسلسلات، بحيث تظهر المرأة المسترجلة بوجه نظيف طبيعي مقابل وجوه الفنانات الاخريات وجفونهن المصبوغة ورموشهن المثقلة بالكحل والماسكارا! وليس على مخرجي هذه المسلسلات سوى ملاحظة النساء في بيوتهم وبيوت اقربائهم واصدقائهم ليتأكدوا أنه لا توجد امرأة طبيعية تتجول في منزلها وعلى وجهها هذه الكمية من الاصباغ، بل لا توجد امرأة عاقلة تختار بمحض ارادتها ان تحرم بشرتها من الهواء وتعجل في شيخوختها. وندائي او رجائي هذا يشمل تقليل حجم الأقراط المدلاة من آذان الممثلات التي يتداخل صوت رنينها بأصوات الفنانات فلا يميز المشاهد ما تقوله الممثلة بوضوح حيث يعلو في بعض الاحيان صوت رنين الاقراط والاساور على صوت الممثلة. وما دمنا نستعرض بعض خصائص هذه المسلسلات فلا يفوتنا ان نذكر الاثاث المبهرج الذي غالبا ما يفتقر الى الذوق، الذي يظهر البيوت الكويتية على أنها مخزن لتكديس قطع متنافرة من الاثاث من دون اي مراعاة للذوق أو الألوان. ورجائي الأخير هو احترام المرأة في هذه المسلسلات، وألا توجه اليها الشتائم والصفعات والركلات من كل رجل في الحلقة سواء كان زوجها او اخاها او ابنها او في بعض الاحيان جارها. واذا كان من الضروري ان تصفع حفاظا على نكهة المسلسل فليكن من ابيها فقط، وربما من زوجها. ونحن بانتظار مسلسلات اجتماعية هادفة تحاكي المجتمع بصورة طبيعية، وكذلك مسلسلات كوميدية من دون تهريج تظهر الروح الكويتية المحبة للفكاهة. * د. بلقيس النجار