سعد العجمي: يكتب عن قدرة مسلم البراك على خلط الأوراق

زاوية الكتاب

كتب 763 مشاهدات 0


* الشيخ علي الجراح، من حيث لا يدري، قدم للمستجوبين بإصراره على عدم الاستقالة ومناقشة الاستجواب هدية في علبة مغلفة مزينة بشريط أخضر كُتب عليه «اكشفوا سراق المال العام للشعب». لو أن الشيخ علي الجراح استمع لصوت العقل وقدم استقالته قبل صعود المنصة، لكان ذلك أفضل له وللحكومة من ساعات الاستجواب الثماني التي مرت عليهم «وعلى غيرهم» خارج المجلس، وكأنها ثماني سنوات، لكنها لن تكون كذلك بالنسبة للكويت الوطن. فخيار الاستقالة الذي توارى لصالح خيار المواجهة قدم الفرصة لقوى الإصلاح على «طبق من ذهب»، كي تسجل الكثير من النقاط في معركتها مع مؤسسة الفساد، فمنازلة الاستجواب السياسية، بعيداً عن شخوصها «الوزير + المستجوبين» بدت طوال ساعاتها وكأنها مباراة تقام على «جول واحد»، وكشفت الكثير من الحقائق التي كنا بحاجة الى مثل هذا الاستجواب لترسيخها، مع اعترافنا أن بعض الحقائق التي كشفت وكذلك الألفاظ التي ترددت خلال الجلسة كانت مؤلمة، بل قاسية، لكنها الديموقراطية وضريبتها، غير أن هناك كثيراً من الجوانب المشرقة لمرافعات المستجوبين خلال الاستجواب الذي قدموه «بالأصالة» لا «بالوكالة»!! الشيخ علي الجراح، من حيث لا يدري، قدم للمستجوبين بإصراره على عدم الاستقالة ومناقشة الاستجواب هدية في علبة مغلفة مزينة بشريط أخضر كُتب عليه «اكشفوا سراق المال العام للشعب»، وهي فرصة كانت تبحث عنها قوى الإصلاح داخل قاعة عبدالله السالم، وليس في الندوات الانتخابية. كما أن مناقشة الاستجواب وما دار في الجلسة من تقاطع لمواقف الكتل النيابية، كان بمنزلة «المفرزة السياسية» التي قسمت النواب والكتل والتيارات بين قوى إصلاح وقوى فساد، وكان الفريق الأول هو الرابح، فالحق دائما أقوى من الباطل، وتحديداً عند العودة إلى الشارع وصناديق الاقتراع. ومن حسنات هذا الاستجواب أنه كشف حقيقة مفادها أن التجمع السلفي بات يلعب السياسة جيداً، فقد أجلوا إعلان موقفهم من طرح الثقه إلى ما بعد الجلسة– ربما يكون بالاتفاق مع المستجوبين– كي يفوتوا الفرصة على نواب الحركة الدستورية من ركوب موجة التأييد والمشاركة في طلب طرح الثقه، لإحراج «حدس» سياسياً أمام قواعدها، في ظل التجاوزات الأخلاقية التي كُشف عنها في الجلسة. كما أن الاستجواب أيضا أثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن كتلتي العمل الشعبي والوطني، هما أكثر الكتل قدرة على تحريك المشهد السياسي وتحديد مسار العمل البرلماني داخل القاعة، فضلا عن الشارع، لاعتمادهما سياسة المبادرة وليس انتظار ردة الفعل، إضافة إلى كونها أكثر الكتل تضامناً عندما يتعلق الأمر بالمواقف الحاسمة، كالتصويت على طرح الثقة مثلاً. الجلسة أكدت أيضا ما كتبناه في مقالات سابقة حول قدرة عراب الاستجوبات النائب مسلم البراك في خلط أوراق أي وزير يستجوبه، بل إنه قادر على شل حركة حكومة بكاملها، فما قام به «ضمير الأمة» و «صوت الشعب»، من مهارات استجوابه، كان الاستفزاز هو رأس الحربة فيها، وجرّت الوزير وفريقه إلى ماكان يريده البراك . إذاً لقد كنا بحاجة إلى مثل هذه الجلسة منذ وقت لوضع نقاط معركة محاربة الفساد على حروفها، وإزالة «الغشاوة» التي حاولت عناصر الفساد وقوى الاستحواذ عبر أذرعها الإعلامية، وضعها على «عيون» الشعب الكويتي... نعم كانت تلك الجلسة هي «أم الجلسات»، فقد سقطت فيها الأقنعة وتعرت المواقف، وأصبحنا بفضلها نعرف من يمثل الأمة ومن «يمثل عليها» من نوابها... فشكراً لعلي الجراح وشكراً للحكومة و ....(game over). سعد العجمي
الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك