عن بلد المليون سياسي!.. تكتب فاطمة الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 509 مشاهدات 0


الشاهد

بلد المليون سياسي

د. فاطمة الشايجي

 

تلقب جمهورية الجزائر الصديقة ببلد المليون شهيد، حيث استشهد هذا العدد في ثورة التحرير الوطني التي دامت سبع سنوات ونصف ضد الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من قرن، ولا نعلم بالضبط كم عدد الشهداء فأتوقع أنهم أكثر من مليون ونصف المليون، فالاستعمار الفرنسي كان يذبح ويقتل الجزائريين منذ بداية دخوله الأراضي الجزائرية، وقد تكون الاحصائية التي عرضت لنا تخص وقت الثورة ولم تحصي من قتل منذ بدء الاحتلال، لقد خسر الشعب الجزائري ما يقارب ربع سكانه ليستقل وهذه النسبة تعود للاحصائيات المتاحة لنا ففي عام 1856 أي بداية الاحتلال حيث كان عدد السكان مليونين وثلاثمائة وعشرة آلاف نسمة وهناك احصائية أخرى تشير الى أن عددهم أربعة ملايين.
الجزائر من الدول الاسلامية والعربية المشرفة التي أضافت للتاريخ العربي الحديث نضال وتضحية أمة اسلامية وعربية كافحت من أجل الاستقلال من براثن العدو، وضحّت بربع سكانها من أجل العيش بسلامة، ومن أجل العيش بكرامة.
أما الكويت فستدخل التاريخ وتأخذ لقب بلد المليون سياسي ونصف المليون، طبعا المليون كويتي، أما النصف مليون فهم عبارة عن كوكتيل عربي يتدخل في الشأن الكويتي وهذا التقسيم يرجع الى آخر احصائية يمكن لنا الاعتماد عليها التي أقيمت في عام 2007 حيث وصل عدد سكان الكويت الى ثلاثة ملايين ونصف المليون منهم مليون وخمسون ألف تقريبا كويتي والباقي من الوافدين والأجانب.
المشكلة التي نقع فيها أننا جعلنا الشأن السياسي يسيطر على جوانب الحياة الأخرى وأصبحت هناك مساومات سياسية أثرت على انقسام البيت الكويتي على نفسه وأصبح هناك أكثر من جهة سياسية، الحكومة من جهة، والبرلمان من جهة، والمعارضون من جهة، والمحللون من جهة، والشعب من جهة، حتى الأطفال أصبحوا يتساءلون عن الشأن السياسي والمقيمون أصبحوا يتساءلون لماذا هذا الحراك؟ لم ينظر الساسة الى الانسان الكويتي على أنه يحتاج اهتماما ورعاية ليستطيع أن ينتج، فجعلوه جزءا من المشكلة التي اختلقوها وحتى وان أراد أن يهرب من المشاركة السياسية تجدهم يثيرون قضية حساسة بالنسبة له فيضطر أن يدلي برأيه من منطلق أن له الحق بالمشاركة السياسية في بناء مجتمعه.
بعض الساسة في مجتمعنا عندهم استعداد أن يضحوا بكامل الشعب لتعيش آراء لن تقدم إلا الدمار الاجتماعي والفكري للمجتمع الكويتي، ولكن هل سنكون صفحة مشرفة بالتاريخ كما هي الجزائر؟

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك