منافسة إماراتية - قطرية للاستحواذ على حصة في «ماروك تليكوم» بقلم كاميلا هول

الاقتصاد الآن

730 مشاهدات 0


تدخل اثنتان من كبريات شركات الاتصالات في أبو ظبي وقطر في مواجهة مباشرة للاستحواذ على شركة الاتصالات المغربية 'ماروك تليكوم'، في مسعى مرحب به من أجل رفع قطاع بارز عانت فيه الشركات الخليجية سلسلة من النكسات على المستوى العالمي. وفي واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ الإقليمية في السنوات الأخيرة، تسعى شركة اتصالات من أبو ظبي وشركة أوريدو القطرية إلى توسيع نطاقهما الإقليمي، من خلال الاستحواذ على حصة فيفندي البالغة 53 في المائة في شركة الاتصالات المغربية.

ويرى محللون أن الاستحواذ المقترح علامة مشجعة بعد أن جفت عمليات الاستحواذ الخليجية خلال الأزمة المالية، رغم أن الشك ما زال يساور كثيرين في قدرة الصناعة على استعادة الثقة بالعمليات التوسعية التي كانت سائدة قبل طفرة 2009. ويقول جواد عباسي، المؤسس والمدير العام لـ'مجموعة المستشارين العرب'، المختصة في تحليل الاتصالات: 'هذه علامة جيدة للغاية على الاتجاه السائد ـــ حيث نرى شركات اتصالات إقليمية عربية تسعى للتوسع من جديد. لكن عصر الطفرة ولى منذ زمن بعيد، ليس فقط بسبب الأزمة المالية، وإنما لأن عدد فرص التوسع المتاحة الآن أقل بكثير مما كان عليه الحال قبل 2008'.

وقالت فيفندي، إنها تلقت عرضاً من كل شركة من الشركتين في 24 نيسان (أبريل) الماضي. ومن المتوقع أن تعلن الشركة الفرنسية ،التي دخلت قبل سنة في مراجعة شاملة لأنشطتها، عن اختيار مرشحها المفضل خلال فترة قريبة، تبدأ بعدها مفاوضات حصرية. وقد جهزت كل من أوريدو واتصالات الأموال اللازمة للعرض.

ومع أن الائتمان يمكن أن يتدفق بسهولة نحو شركات الاتصالات الخليجية، إلا أن كثيراً منها تواجه منافسة أكبر بكثير داخل بلادها تفوق ما كان عليه الحال في الأيام التي كان بمقدورها فيها السعي وراء التوسع الدولي من موقع الاحتكار المحلي.

وفي الوقت الحاضر تُصَعِّد الشركتان المدعومتان من الدولة في أبو ظبي وقطر جهودهما للتوسع، فيما تعمل شركات أخرى على التقليص. فقد اضطرت شركة زين الكويتية، وهي من أوائل الشركات الخليجية الرائدة، إلى بيع أصول بعد أن ضغطت الأزمة المالية على مساهميها. وتحت ضغط من أصول فاشلة في مناطق أخرى، أَكره المساهمون الشركة على بيع أصولها الموجودة في إفريقيا.

ومع أن اتصالات أكبر من أوريدو من حيث الرسملة السوقية، إلا أن الشركة القطرية تحاول اللحاق بسرعة. وفي عام 2012 ارتفعت رسملتها السوقية إلى الضعف تقريباً لتصل إلى 12.3 مليار دولار، وفقاً لشركة زاوية، المختصة بتزويد البيانات، في حين بلغت الرسملة السوقية لشركة اتصالات 19.5 مليار دولار عند نهاية 2012.

على الورق، ليس هناك اختلاف بين أوريدو واتصالات. فكل منهما حاصلة على تقييم ائتماني من وكالة فيتش بدرجة A+. وتسيطر الحكومة في قطر على 68 في المائة من أوريدو، بينما تسيطر حكومة أبو ظبي على 60 في المائة من اتصالات. ولأن كل واحدة منهما تتمتع بدعم الدولة، لم تتعب أي منهما في جمع مليارات الدولارات اللازمة لعملية الاستحواذ.

وحققت كل شركة منهما أرباحاً في 2012، وتتمتعان بمنافع المنافسة المحدودة في سوقيهما المحليين.

وأُنشئت وأوريدو في 1987، وهي مدرجة في لندن من خلال إيداعات عالمية في الدوحة وأبو ظبي. أما اتصالات، التي تأسست في 1976 فهي مدرجة في بورصة أبو ظبي.

ويقول عباسي: 'سيتلخص الأمر في النهاية فيمن هو راغب في الدفع' في هذه الصفقة.

كذلك، لا بد أن يحصل الاستحواذ على موافقة الحكومة المغربية التي تمتلك أسهما أقل من الثلث بقليل في ماروك تليكوم. وفي حين تتمتع الحكومتان في قطر وأبو ظبي بعلاقات جيدة مع المغرب، إلا أن محللين يشيرون إلى أن العلاقة مع أبو ظبي ربما تكون أوثق. ويختار أفراد العائلة الحاكمة في أبو ظبي قضاء إجازاتهم في المغرب وتملك العقارات فيها.

وقلل جيريمي سيل، رئيس قسم الاستراتيجية في أورويدو من أهمية أي عوائق سياسية تعترض نجاح العرض. ويعتبر بعض المحللين أن حق النقض الذي تمتلكه الرباط يمكن أن يكون في المحصلة هو ما يقرر مَن الفائز بالعرض في النهاية.

وقال سيل: 'أوريدو واتصالات مرحب بهما بالقدر نفسه في المملكة المغربية'.

وفي السنة الماضية توسعت أوريدو بصورة نشطة، وعززت من حصتها في شركة 'الوطنية' الكويتية وعملياتها لتصل إلى 92.1 في المائة. ورفعت من حصة الوطنية وأوريدو في 'تونسيانا' التونسية، وفي الوقت نفسه زادت من ملكيتها في الشركة العراقية 'آسياسل'. وأبلغ سيل 'فاينانشيال تايمز' بأن الشركة قدمت عرضاً تنافسياً لشركة فيفندي، وجمعت 'مصارف عدة ' للتمويل الكامل للصفقة بالديون، مضيفا أن أورويدو ستنظر في تغطية هذه القروض في الأسواق الرأسمالية إذا كان العطاء ناجحاً، سواء من خلال إصدار السندات أو الأسهم.

وقال: 'بذلنا جهوداً كبيرة من حيث الأحكام والشروط. لا توجد مشاكل في التمويل. إنه عرض جاهز للتنفيذ. وضعنا قيمة عادلة للشركة المغربية. ولدينا سجل جيد في إبرام العروض'.

ربما تكون ساحة المعركة التالية في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وهي منطقة تتوق أوريدو إلى التوسع فيها. ووفقا لسيل: 'سنحصل على الخبرة ومجموعة المهارات والميزانية العمومية من أجل الدخول في مناطق جنوب الصحراء الكبرى'.

وماروك تليكوم مدرجة في بورصتي الدار البيضاء وباريس، وتمتلك حصة مسيطرة في أربع شركات اتصالات أخرى في غرب إفريقيا.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك