عن منطقة المصارعة الحرة!.. يكتب سالم الخويطر

الشاهد

مصارعة المنطقة الحرة

سالم مبارك الخويطر

 

منذ القدم والتجارة تلعب دورا حيويا في الاقتصاد وفي التواصل بين الشعوب..وفي الدول المتقدمة تولي الحكومات جل اهتماماتها بالتجارة وتسهيل كافة الاجراءات المتعلقة باستيراد وتصدير البضائع وتخزينها وإعادة تصديرها من خلال أقامة المناطق التجارية الحرة ومناطق التخزين وفق أحدث المواصفات الحديثة وأيضا من الناحية الادارية السهلة وغير المعقدة بتاتا..وفي مكان المنطقة التجارية الحرة ولا يستدعي الأمر الخروج الى أي دائرة حكومية والاستسلام لروتين متغطرس.
ولكن ماذا عن منطقتنا التجارية الحرة والتي تحولت الى ما يشبه منطقة للمصارعة الحرة بفضل التخطيط السيئ.. والفوضى التي ترتبت عليه وجعلت منها منطقة تعيسة كئيبة لا توحي بأنها منطقة تجارية حرة..مجرد مبان قائمة قد لا يكون لها علاقة بالتجارة..لا تراخيص بناء يسمح بها ولا سماح بأنشطة تجارية واستثمارية تنشط المنطقة وتجعل منها منطقة جذب تجاري وسياحي للمستثمر الأجنبي..تحولت في فترة من الفترات الى أحد أحياء القاهرة من كثرة مقاهي الشيشة التي خرجت عن نطاق التغطية وتحولت الى سهرات وليال حمراء.. بحسب ما نسمع آنذاك.. أما مدخل ومخرج المنطقة الوحيد فهو كعنق زجاجة الكراش القديمة..يعني بالعربي خنقة بالدخول والخروج ناهيك عن رائحة عوادم الشاحنات التي تنقل الحاويات.
المنطقة بحاجة الى ثورة ربيع من قبل الوزير الحالي النشط والناجح أنس الصالح.. الذي جاء بفكر شبابي أحيا به الوزارة بعد موتها واصابتها بالشيخوخة.. ولا اظن أن الأمر صعب أو مستحيل في تطوير المنطقة والارتقاء بها وجعلها واحدة من أحدث المناطق التجارية الحرة بالمنطقة...فهناك من المكاتب الهندسية العالمية المتخصصة بتصميم مثل تلك المناطق..وأيضا السماح بإصدار تراخيص البناء والتنازل وإصدار الرخص للانشطة الاستثمارية كالمطاعم والمقاهي وأماكن ترفيهية وأسواق تجارية.. وإقامة مبنى إداري متكامل للهيئات والمؤسسات الحكومية التي تنهي كافة الاجراءات بسهولة ويسر...يعني مستورد بضاعتك مخلص أوراقك ..شارب قهوتك ..مصدر بضاعتك مودع فلوسك بالبنك وأنت تضحك ومستانس.
ثقتنا كبيرة في الوزير الناجح أنس الصالح الذي باتت قراراته واضحة وجلية للعيان لعل أهمها سحب القسائم الصناعية المهملة وغير المستغلة ولم يتردد بسحبها من أقرب المقربين، كذلك قراره بعدم فاعلية ملاحظة البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.. وإلغاء عمولة الخدمة في المطاعم..وتفاعله السريع مع اي بلاغ عن اي مخالفة ضد اي شركة أو محل تجاري يمارس الغش.. وتكثيف حملات المداهمة والتفتيش على المطاعم والشركات الغذائية التي تستخدم مواد منتهية الصلاحية بالرغم من الحرب الشرسة التي يتعرض لها من قبل تجار الفساد.. ونتمنى من الوزير مراقبة الأسعار في المطاعم فبعض الاسعار مبالغ بها فهل يعقل ماء الصحة الصغير بدينار وربع والكبير بدينار وثمنمائة..كما نتمنى مراقبة مقاهي الشيشة التي انتشرت كالمرض الخطير في جميع مناطق الكويت والتشديد بإصدار تراخيصها ومراجعة الموجود منها لدورها السيء في المجتمع واستقطابها لفئة المراهقين والشباب الصغار بعيدا عن رقابة مفتشي الوزارة.
كل الشكر والتقدير لمعالي الوزير الناجح أنس الصالح وبارك الله في جهوده ووفقه لما فيه خير للبلاد والعباد..ونتمنى استمراره في أي تشكيل حكومي مقبل.. وتكفي ثقة حضرة صاحب السمو، حفظه الله ورعاه به حين قدم استقالته وتم رفضها من قبل سموه.