الحرية يجب أن تبقى مطلقة بلا قيد أو شرط.. الدعيج مؤكداً

القبس

لا مضبوطة ولا مسؤولة.. بل مكفولة

عبد اللطيف الدعيج

 

بمناسبة اصرار حكومتنا على اقرار الاتفاقية الامنية، واصرار مجاميع التخلف من السلف والتلف على تقديس عقائدهم وأفكارهم فإننا سنواصل في موضوع حرية الرأي والتعبير، اللذين تجتهد مجاميع التخلف في السلطة والمعارضة على محاصرتهما وكبتهما.

نرفض الحرية المضبوطة التي يصر عليها وزير اعلامنا وحكومته، تماما كما نرفض الحرية المسؤولة التي يخادعنا بها متخلفو السلف والتلف وبقية اعداء الحريات. ونطرح بقوة وثقة وقبل ذلك حق ومبدأ، الحرية المطلقة بلا قيد او شرط. لسبب بسيط وواضح، لانه ليس هناك «حرية» مضبوطة او حرية مسؤولة، حيث تنعدم الحرية بضبطها او تقييدها باي مهام محددة. لهذا يجب ان تبقى الحرية مطلقة بلا قيد او شرط.

ان حق التعبير وابداء الرأي، حق انساني، يجب ان يبقى مكفولا ومضمونا بلا قيد او شرط. لانه ببساطة ليس هناك من يتضرر من حرية التعبير الا من عليه حجة او لديه مشكلة. صحيح ان البعض قد يشتط في رأيه، ويبالغ في عرض هذا الرأي. لكن تبقى الحقيقة وما يتضح للناس هو الفيصل والحكم.

ان لدينا مع الاسف خلطا قويا بين الرأي او ما يعتقده الانسان وبين الاتهام او الشتم والقذف. اذا كان هناك مرشح للانتخابات، على سبيل المثال، اعتقد انا الناخب انه كذاب او انه حرامي او انه جاهل او انه غير كفؤ، فإن من المفروض ان يكون من حقي ان اعلن رأيي فيه. اذا قلت او كتبت ان المرشح «محمد» حرامي او انه سارق او كذاب، فهذا رأيي الخاص قد يكون صحيحا وقد يكون خاطئا، وقد يكون ايضا محاولة لتشويه صورة المرشح محمد والنيل منه. لكن ليس من المفروض ان يتضرر او حتى يغضب محمد، فالرأي لن يؤثر فيه ان كان بريئا ونزيها كما يدعي، بل قد يخدمه وقد يرفع من اسهمه ان تبين انه كذبة وانه محاولة رخيصة للنيل من سمعته. في الجانب الاخر ان قلت ان محمدا سرق او اختلس او كذب فهذه «تهمة» وليست تعبيرا عن الرأي، فانا هنا انقل خبرا، او احدد واقعة تمس شخصا بريئا حتى الان، لهذا عليَّ ان اثبت هذه التهمة او تحمل تبعاتها القانونية والادبية.

ان حرية الرأي رغم قسوتها سلاح ذو حدين، قد تطيح في الغالب الادعياء والكذابين وقد تساعد في رفع اسهم من يستحق ومن هو على الصراط المستقيم. لايخشى حرية الرأي الا من يملك شيئا يخفيه او شيئا يستأثر به او من لديه مثل السلف والتلف عقدة التميز والترفع على الاخرين.