شملان العيسى يقترح تشكيل لجنة محايدة لدراسة تسوية 'الداو'

زاوية الكتاب

كتب 639 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  بعيدا عن الأجندة السياسية

د. شملان يوسف العيسى

 

الضجة الصحفية والسياسية التي اثارتها وسائل الاعلام وبعض السياسيين في مجلس الامة حول التسوية النهائية بين الكويت وشركة الداو لانهاء النزاع بينهم يجب التوقف عندها وتقييمها ليس من منطلق الانتقام السياسي حيث اعترض بعض رجال الاعمال على الصفقة لانهم يريدون جزأ من الكعكة أو القسمة او اعضاء مجلس الامة السابقون وعلى رأسهم الرئيس أحمد السعدون الذي اتخذ موقفاً صلباً ضد الصفقة وضد رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وقتها.
كل هذه الاعتراضات السابقة أمر طبيعي وعادي في الاجواء الديموقراطية المفتوحة والصراعات السياسية المشروعة.
ما يهمنا في هذا المقال ليس ما حدث، لان الأمر انتهى وقد دفعنا الثمن غالياً، ما نتمنى ان نراه ونناقشه هو ما هي الدروس المستفادة والعبر التي يمكن الاستفادة منها في المستقبل لتفادي ما حصل في صفقة الداو؟
من اهم الدروس او العبر هو ان هنالك تكلفة عالية جداً عندما يتدخل السياسيون في الحكومة او مجلس الامة في الصفقات الفنية، المعارضة في ذلك الوقت بقيادة أحمد السعدون ضغطت بشكل كبير على رئيس الوزراء وحكومته وهددوا بالاستجواب اذا لم تتوقف الصفقة مما ادى في النهاية الى وقف الصفقة في فترة كانت فيه الكويت ملتزمة بالصفقة والتراجع عنها ينتج عنها غرامات باهظة وهذا ما حصل كما نراها اليوم.
الدرس الثاني المستفاد هو عندما تدخل الحكومة في مفاوضات مع شركات عالمية بحجم شركة الداو او J.P. Morgan يجب ان يكون لديها طاقم اداري واستشاري قانوني وتقني يملك الخبرة اللازمة لمجابهة فريق الخبراء الاجانب الذين جهزتهم الشركات الكبرى، يكفي ان نعلم بان شركة الداو لديها اكثر من 100 خبير قانوني يعملون في الشركة لكنها عندما ارادت توقيع الصفقة مع الكويت حشدت خبراءها واستعانت باكبر المكاتب العالمية للاستشارات القانونية في الولايات المتحدة وبريطانيا.. بينما فريق مؤسسة النفط مع احترامنا الشديد لاشخاصهم فريق متواضع، لذلك لا غرابة من حدوث ثغرات واخطاء تكلمت عنها الصحافة والنواب باسهاب.
من المفارقات الغريبة ان شركات كويتية عائلية كبرى مثل شركة صناعات الغانم وشركة اجيليتي لديهم فرق متخصصة في عملية الاستحواذ والاندماجات Merfer + Aqushions بينما الحكومة التي لديها اكبر شركات النفط العالمية لا يوجد لديها هذا الفريق المتخصص.
وأخيراً لا نشجع تشكيل لجنة لدراسة ما حدث في صفقة الداو لان لجان مجلس الامة مسيسة وكل فرد او حزب او قبيلة او طائفة لديه اجندته الخاصة ضد الوزير المسؤول، لذلك سيحاولون وضع اللوم عليه، بعد ان انتهى الامر علينا تشكيل لجان محايدة بعيدة عن الحكومة والمجلس لوضع تصوراتها للدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في المستقبل بدلا من البكاء على اطلال الماضي.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك