ألم يتبعُهُ أمل بقلم نسيبة القصار

زاوية الكتاب

كتب 2665 مشاهدات 0


في كل مرة نذهب فيها إلى البحر ، نأسى على ما نشاهدُه ونحسّهُ من مناظر لا تليق بدولة غنيّةٍ مثل دولتنا الحبيبة الكويت، فيغمرنا ألم حين نرى الشاطئ ممتلئاً بالكثير من النفايات التي خلفّها رواد البحر، مثل أن ترى الزجاج والبلاستيك والأوراق، حتى بقايا الأكل نراها مرميةً على الرمال، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على ثقافة الشعب غير المسئولة، ثقافة الاتكالية والاعتمادية على أن هناك من سيقوم بتنظيف المكان من بعدهم، وهم عمال النظافة، وننسى هنا معنى الحرية وهي أنها تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر، ونتساءل في هذا الصدد: هل من رمى هذه المخلفات يتذمر عندما يأتي البحر مرة أخرى ويجد آخرين فعلوا فعلته غير المسئولة هذه؟ إن كان جوابه بنعم فمن الأولى له ألا تتذمر لأنه قد فعلها سابقاً وتذمّر من بعده آخرون، وان كان لا فليس بغريب ذلك لأن اعتاد على هكذا منظر، وأنا هنا أذكر هذا التساؤل

حتى أوضح أن ثقافة الشعب هذه من الممكن تعزيزها بمبادئ وقيم تحفظ لنا البيئة نظيفة جميلة وذلك من خلال التوعية وسن القوانين التي تحافظ على صحة هذه البيئة.

ومن جانب آخر فإن هذه المخلفات البشرية تهون حينما نقارنها بمخلفات المصانع تلك التي لا تلوث البحر فقط إنما كل ما في البيئة أجمع، فعندما ترمي المصانع نفاياتها في البحر ، تتلوث الأحياء التي فيه، ومن بين هذه الأحياء الأسماك التي نأكلها نحن، فنتأثر نحن ولا نستغرب من ذلك زيادة أعداد مرضى السرطان -بعيد عنكم- ، وليس ذلك فحسب إنما يتعدى ذلك، فيجب علينا ألا ننسى أن الكويت تعتمد بالدرجة الأولى في مياهها على البحر، فكم هو التأثير كبير الذي يخلفه هذا التلوث!

وما هذا الألم الذي تحمله كلماتي هذه إلا نداء أمل، أمل بأن تسارع الجهات المعنية بهذا الأمر أن تحد من هذا التلوث الذي يصيبنا، ولا شك أن الحلول معروفة عندهم، لكن نريد من يفعّل هذه الحلول ويرينا إياها على أرض الواقع، فالمشكلة كبيرة والوقت يمضي وكلما مضى زاد التلوث ، فنرجو منهم مشكورين أن يقوموا بدورهم المنشود لجعل بيئتنا أكثر صحةً وجمالاً.

نسيبة بدر القصار

كلية الآداب

جامعة الكويت

الآن - بقلم: نسيبة القصار

تعليقات

اكتب تعليقك