محمد العوضي يكتب عن أم أم هاني الحسن، وعن عبادة رجم دحلان
زاوية الكتابكتب يونيو 30, 2007, 11:03 ص 608 مشاهدات 0
خواطر قلم / يا هاني الحسن... أُم أُمك!!
حسناً فعل محمود عباس حين أصدر قراره الجريء بإقالة هاني الحسن من منصبه لكبير
مستشاريه السياسيين، ومعروف كبير وخدمة عظمى ستفعله بنا حركة فتح إن هي حذت حذوه
وأخذت بمطالبات ونداءات متحدثيها وطردت الحسن من الحركة وجردته من مناصبه كافة
وصلاحياته وقدمته للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى!! ذلك أننا وبصراحة شديدة سئمنا
وتعبنا من البحث عن البقية الباقية من الشرفاء و(النظيفين) في فتح، ومللنا كثيراً
من سماع وترديد عبارة (بعض الفتحاويين وليس جميعهم) كلما أراد احدهم مهاجمة
أونقـــد تلك الحركة، فباقدام فتح على إقالة واقصاء الحسن (ومن هم على شاكلته من
الشرفاء) سنرتاح ويفسح المجال أمامنا واسعاً (لرجم) تلك الحركة بالجملة، دون الخوف
من اصابة نفس بريئة.
هاني الحسن أحد مؤسسي حركة فتح وواحد من أبرز قادتها التاريخيين، وهو عضو في اللجنة
التنفيذية للحركة والمفوض بشؤون التعبئة والتنظيم في الداخل، اضافة إلى موقعه
القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية، شغل منصب وزير الداخلية في حكومة الرئيس
الراحل ياسر عرفات قبل ان يصطفيه (أبو مازن) أخيراً لمنصب كبير مستشاريه السياسيين.
فما الذي حصل فجأة ليطيح برأس رجل بهذا الوزن؟
وما سر ردة الفعل القاسية هذه من فتح والتي وصلت درجة إطلاق مسلحيها النار على منزل
هاني الحسن في الضفة الغربية؟
السر ليس في المقابلة التي تحدث فيها الحسن لبرنامج (بلا حدود) الذي تعرضه قناة
«الجزيرة»، فمن تابع الحلقة (المشكلة) بدقة وانصاف لوجد في معظم حديث الحسن
انتقاداً شديداً واتهاماً لاذعاً لحركة (حماس) غير ان الرجل ومن ذات السياق من باب
الموضوعية ونقد الذات وجه نقداً محدوداً جداً لتجاوزات تيار معين في فتح فكان هذا
النقد على محدوديته كفيل باستثارة الحركة (الثورية) التاريخية الرائدة!! التي صبت
على الفور قذائف حممها من تهم التخوين والتآمر والعمالة بحق ابنها الشرعي القريب،
فهل نستغرب قيامها بذات الشيء وأكثر بحق الحركات الوطنية والإسلامية الأخرى
المنافسة لها في ميدان السياسة، بعد ان اختارت (الدولار والعمالة) ثمناً لانسحابها
من ميدان المقاومة والنضال وتقديم التنازلات وتصفيه المخلصين. إنها والله ثقافة
الاقصاء ورفض الشراكة السياسية والرأي الآخر التي ابتلتنا بها السلطات والأنظمة
الحاكمة في بلادنا العربية والإسلامية ويكون هاني الحسن محظوظاً جداً إن اكتفت
جدران بيته فقط بتلقي رصاصات الفتحاويين بدلاً من اختراقها صدره على غرار ما حصل مع
رفاق دربه ممن سبقوه إلى المجاهرة بشيء) من الحقيقة، وما خفي بالطبع كان أعظم؟!
من ثقافتنا الشعبية التلقائية نقول لمن حالفه الحط أو كان موفقاً في أي انجاز
عبارات منها «ينصردينك»، «صح لسانك»، «على راسي»، «تسلم ياغالي»، فإذا كان الحماس
قوياً نقول «ينصر دين أُم أُمك»... يا هاني الحسن على قول الحق... كان عنوان مقالنا
السابق «رجم دحلان العبادة المفقودة»... ووعدنا باستكمال الرجم فإلى المقال المقبل
بإذن الله.
الراي
تعليقات