يعقوب حياتي: أم السقطات

زاوية الكتاب

كتب 654 مشاهدات 0


جذوة إنسانية أم السقطات في بيت الأمة! في الاستهلال, لا يعنيني على الاطلاق في تفعيل الادوات الدستورية بين السلطات التنفيذية والتشريعية ان يبقى الوزير زيد في منصبه او يترك الوزير عمر منصبه الوزاري, طالما ان الكل تحت مظلة الدستور السامي وفي ظلال القانون العادل وينشد العدل والحق, فالمرء في صف الدستور وفي فيء القانون العادل مع المناداة دوما وأبدا بأخلاق الانسانية السياسية من اجل المصلحة العامة ومقاصدها. ويلاحظ المواطن الكريم والمواطنة الكريمة, وهما اصحاب الحق الاصيل في ممارسة الديمقراطية باعتبارهما من الخلايا الاولى المكونة للامة الكويتية مصدر السلطات جميعا, بكل الحزن والاسى والألم, ان الاستجواب الممارس من بعض السادة الافاضل من اعضاء مجلس الامة وهم النواب عبدالله الرومي وعادل الصرعاوي ومسلم البراك ضد السيد الفاضل الشيخ علي الجراح بصفته وزير النفط في يوم الاثنين الموافق 25/6/2007 قد تميز بسمة فريدة بارزة تجعل منه »الاستجواب غير المسبوق بالسقطة الأم« في سجل الاستجوابات المسطورة في مضابط مجلس الامة, اذ لم يسبق لأي استجواب مورس من قبل في تاريخ الاستجوابات من الناحية العملية ان تميز بها عبر الفصول التشريعية السابقة, وهذه السمة غير المسبوقة تتمثل في عرض مستندات تضم »صورا فوتوغرافية لوجوه نسائية سافرة يغلب عليهن أنهن من بنات الهوى مع بعض المسؤولين يقال عنهم أنهم من بين بعض المسؤولين العاملين في القطاع النفطي في دولة الكويت« وذلك على ذمة المستجوبين الثلاثة وذمة بعض الصحف التي نشرت هذه الصور والتي التقطت من تحت قبة البرلمان في بيت الامة وهي تنقل مجريات واحداث هذه المباراة السياسية غير المتكافئة بين الاطراف في بيت الامة الكويتي مصدر السلطات جميعا. وهنا حدثت أم السقطات في بيت الامة »المتمثلة بعرض هذه الصور الفاضحة في بيت الامة«. وذلك بصرف النظر عن استحقاقات هذا الاستجواب. إنني كمواطن عادي من بين عموم هذا الشعب الخير وكأحد اصحاب هذا البيت الديمقراطي الجميل الحريص على بقائه ونظافته وازدهاره وكصاحب الحق السياسي الاصيل في العمل الديمقراطي, وفق ما هو منصوص عليه في الدستور قبل اعضاء مجلس الامة الخمسين المحترمين, وقبل اعضاء الحكومة الموقرة احمل مسؤولية هذه السقطة الأم غير المسبوقة في بيت الامة إلى كل من المستجوبين الثلاثة بالذات ورئيس واعضاء مجلس الامة ورئيس واعضاء الحكومة لأن مجلس الامة كموقع ديمقراطي هو اجل مكان على العضو وعليه التزام ادبي واخلاقي واجتماعي وقانوني وتربوي بأن يوقره بشتى صنوف التوقير والاحترام والتعطير والتبجيل لأنه في الابتداء, بعد الوطن العزيز, هو البيت الكبير للأمة الكويتية والشعب الكويتي وفيه قاعة »ابو الدستور الكويتي« الشيخ المرحوم/ عبدالله السالم الصباح وفيه نشأ الادب البرلماني الزاخر من الشخصيات البرلمانية العظيمة بكيفية يجب ان يتجنب كل عضو فيه من وزير معين او عضو منتخب طرح وعرض كل ما من شأنه ان يرجس فيه ما يرجسه او عرض ما من شأنه ان يدنسه تحت اية حجة من الحجج او لأي سبب من الاسباب دعما لأي محور من محاور الاستجواب من قبل اي عضو من الاعضاء. وبكل مباشر وصريح ان يقوم السادة النواب المستجوبون الثلاثة بعرض هذه الصور الفوتوغرافية في بيت الامة, وفي قاعة عبدالله السالم في سابقة برلمانية فريدة من نوعها هو شيء مرير ومستنكر وممجوج ومرفوض من جانب صاحب هذه المقالة لأن في ذلك مخالفة للنظام العام والاداب المنصوص عليها في المادة (49) من الدستور التي تنص على ما يلي »مراعاة النظام العام واحترام الاداب واجب على جميع سكان الكويت«, وينم عن استهتار واستخفاف ما بعده استخفاف واستهتار بجلال وقدر واحترام وحرمة بيت الامة ولا يمكن ان يمر هذا الامر من دون ان يكون محلا للاستنكار والادانة والشجب من احد الأصحاب الاصليين لهذا البيت الديمقراطي الذي اسسه الاباء الاولون ويتفاخر به الابناء اللاحقون ويتشامخ به الاحفاد الآتون. ولقد كان حريا بالسيد رئيس مجلس الامة المحترم جاسم محمد الخرافي ان يمنع عرض هذه الصور الفوتوغرافية في بيت الامة قبل عرضها من جانب المستجوبين على الشاشة بما له من سلطات دستورية ولائحية إعمالا بالقاعدة بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج, ولكنه لم يفعل شيئا ولا اعلم لماذا لم يفعل ذلك?! وكان الاجدر بسمو رئيس مجلس الوزراء المحترم الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح ان ينسحب من هذه الجلسة مع الوزراء الحاضرين معه بما فيهم الوزير المستجوب علي الجراح عند عرض هذه الصور الفوتوغرافية في بيت الامة ولكنه لم يحرك ساكنا, ولا اعلم لماذا لم يفعل ذلك? وقبل ان أختم حديثي في هذه الخصوصية بالذات من هذا الاستجواب بشأن عرض هذه الصور الفوتوغرافية في بيت الامة اقول للسادة الافاضل من النواب المستجوبين: هل ترضون اصلا ان تعرض هذه الصور الفوتوغرافية في كل بيت من بيوتكم المحترمة امام افراد اسركم, حتى يقبل الشعب الكويتي ان تعرض هذه الصور الفوتوغرافية في بيته المحترم وهو بيت الامة في مجلس الامة? يقينا إنكم لن ترضوا, اذن فكيف ترضون ان تنتهكوا حرمة بيت الامة بعرض هذه الصور الفوتوغرافية فيه بحجة دعم محاور الاستجواب? حقا إنها »أم السقطات« من بعض ممثلي الامة في هذا الاستجواب غير المسبوق المتسم بهذه السقطة الكبيرة. في بيت الامة, ولا خير في ان لم اقلها لكم ولا خير فيكم ان لم تسمعوها مني وتعيها اذن واعية. وألتمس ان نسمع في هذا الخصوص جوابا مقنعا من السادة المستجوبين ومن السيد رئيس مجلس الامة ومن السيد رئيس مجلس الوزراء المحترمين لأن للبيوت الخاصة حرمة ولأن للبيت الكبير للأمة الكويتية مصدر السلطات جميعا الف حرمة وحرمة من باب اولى. بقي من شغاف القلب ان اشكر وبامتنان شديد ورطيب كل من استنكر ذلك بلسانه المعسول او بقلبه الحنون او بقلمه الرصين. * نائب ووزير سابق بقلم: د. يعقوب محمد حياتي *
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك