عزيزة المفرج ضد الأحزاب

زاوية الكتاب

كتب 503 مشاهدات 0


وتبون أحزاب بعد؟!! أكثر أحزاب الوطن العربي تعاملت مع شعوبها عبر التاريخ بنظرية ' ياأنا، ياأنت' القائمة على أنشطة سفك الدماء. الشيوعيون والإخوان والبعثيون والقوميون وغيرهم، كلهم أبدعوا في إهانة الناس، وجميعهم بمختلف توجهاتهم وأفكارهم سواء كانت قريبة من الشيطان أو بعيدة عنه، لم يتورعوا عن سلب الممتلكات، وتعذيب الأبرياء، وقتل الأرواح، وتدمير المجتمعات. الماركسية مثلا التي اعتنقها بعض القادة اليمنيين في اليمن الجنوبي قبل الوحدة، أدخلت البلاد في نفق القتل والقتل المضاد، وأرادت تحويل المجتمع اليمني المسلم إلى مجتمع شبيه بالمجتمع الروسي الماركسي، الشيوعي. الماركسية كما هو معروف فلسفة مادية، ملحدة، لا تؤمن بإله، وتفتقر إلى صفة الإنسانية، ولا يهمها أن تحول الناس إلى وحوش لا مشاعر عندها، وهي عقيدة عنف وسفك دماء. الشيوعية، تعني مشاعر الكراهية، وجبال القتلى، وأنهار الدماء، بالإضافة إلى البؤس، والفقر الذي لا يكاد ينتهي إلا بنهاية الرؤساء الماركسيين مثل تشاوشيسكو، وتيتو، وماوتسي تونغ وغيرهم. حين استلم الحزب الماركسي أمر البلاد سارع إلى استبدال أسماء الشوارع العربية بأسماء القادة الشيوعيين مثل ماركس ولينين وإنجلز محاولا تخليص البلد من انتماءاته. بدأ أولئك القادة بعد ذلك يحرضون مواطنيهم من العمال اليمنيين على الانتفاضة في وجه أصحاب الأعمال، والاستيلاء على أدوات الإنتاج. أدوات الإنتاج في اليمن ليست ماكينات ضخمة تنتج طائرات، أو مصانع كبيرة تنتج سيارات وأجهزة ومعدات لأن الحال في اليمن بجميع مستوياتها إما توازي خط الفقر، أو تستلقي تحته، وأرباب الأعمال كانوا بسطاء، وعلى باب الله. ولكن، كان لابد من تنفيذ استراتيجية الحزب القائمة على الثورة ضد الملاك حتى لا يزعل ماركس، ولا يتململ في قبره لينين، ولا تهتز أسس الماركسية. مثلا يعمل عوض في قهوة صغيرة على ناصية شارع حقير، ولإثبات حزبيته وتقدميته يقوم بالاستيلاء على براد شاي أسود مهترئ، وموقد غاز بعين واحدة، وبعض الأكواب على الماشي، فذلك هو جميع ما يمكن الحصول عليه من أدوات الإنتاج في عمله، تاركا رب عمله يلطم على خديه لضياع رأس ماله. سالم الذي يعمل في صيد الأسماك يصادر القرقور، أو شبكة الصيد، ويدخلها في عداد ممتلكاته، بينما يصادر بابكر خروفا سمينا مع أنثاه لضمان الإنتاج. لم ينس القادة أيضا تأسيس الأجهزة الأمنية المتعددة، ووضع مشاريع التجسس، وقانون خيانة الوطن الذي يجرم الحديث مع الأجانب، عربا وغير عرب، حتى يستحقوا شرف الدخول للمعسكر الاشتراكي. تاريخ الأحزاب في بلادنا العربية تاريخ أسود مكلل بانتهاكات جمة لحقوق الإنسان، والامتيازات تكون قاصرة على المنتمين للحزب الحاكم. تريدون أحزابا، انتظروا حتى تصيروا بمستوى دول أوروبا ثم تحزبوا كما تشاؤون. الآن، نرجوكم، اتركونا على طمام المرحوم فمؤكد أنه أرحم بنا منكم
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك