تسويق إيران كعدو لدول الخليج مشروع 'إخواني – أميركي'.. برأي سعاد المعجل
زاوية الكتابكتب ديسمبر 9, 2013, 11:59 م 1144 مشاهدات 0
القبس
تسويق إيران كعدو بديل.. من مقالات 'الإخوان'
سعاد فهد المعجل
• الكويت كانت دائماً تدرك أهمية عدم استثارة جيرانها بأي شكل من الأشكال.
أتابع مقالات كُتّاب «الإخوان» دائماً، سواء في الكويت أو في مصر، على اعتبار ان كلتا الدولتين تحتضن كياناً منظَّماً ونشطاً لجماعة الإخوان المسلمين.
أحد هؤلاء الكُتّاب في صحيفة كويتية كتب أخيراً حول فشل السياسة الخارجية للمنظومة الخليجية، والذي اختزله برأيه في دعم دول الخليج لاسقاط مرسي، وإقصاء قطر وتركيا عن قيادة ملف الصراع في سوريا، لتأتي ثالثة الأثافي، كما وصفها بالخدعة الأميركية برعاية مصالح الدول الخليجية، التي توِّجت باتفاق إيران النووي مع الدول الكبرى!
تحليل «إخواني» متكرر نسمعه دائماً، سواء كتابة أو شفاهة! فبالنسبة الى «الإخوان» تأتي إيران والمد الشيعي كأفضل الشمّاعات التي طالما علّقوا عليها كل مخالفاتهم، والتحفوا بعباءتها، لتمرير مشروعهم الرامي الى تمكينهم من المنطقة بأسرها!
جغرافياً.. وتاريخياً وثقافياً، إيران جارة وستبقى جارة، ومن الحكمة ان تتسم العلاقات بينها وبين جيرانها من الخليج بشيء من الرؤية الأفقية والعمودية، وبالمناسبة هنا تجدر الإشارة الى حنكة السياسة الخارجية الكويتية. فالكويت كانت دائماً تدرك أهمية عدم استثارة جيرانها بأي شكل من الأشكال، ولعل كارثة الغزو - التي ما زالت حاضرة - تذكرنا بكلفة الانحراف في دعم طرف ضد الآخر! فالظروف الإقليمية والضغوط الدولية ابان الحرب العراقية - الإيرانية أرغمت الكويت على الانحراف في ميزان علاقاتها، وذلك حين وقفت داعمة ومؤيدة لنظام صدام حسين في حربه العبثية ضد إيران، على الرغم من كل شواهد عبثيتها وخطورتها، فكانت النتيجة كارثية، تمثلت في غزو صدامي، لا تزال المنطقة بأكملها تدفع فواتيره!
كاتب «الإخوان» يرى ان الصراع في الشرق الأوسط سيتحول الى صراع طائفي، ونحن بدورنا نسأله هنا: من المسؤول عن التأجيج الطائفي في المنطقة، ان لم تكن تيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان؟! وهو يرى ان المخرج من هكذا مأزق قد توافر في خروج حكم قوي في مصر، يتناغم مع نظام اسلامي ليبرالي في تركيا، وهو أمر سيوفر منظومة دولية قادرة على ايجاد حالة التوازن المفقود في المنطقة!
ونحن هنا نطرح سؤالنا الثاني على كاتب «الإخوان»: هل إجراءات مرسي لــ «أخونة» مصر هي التوازن المنشود بمفهوم الكاتب الفاضل؟! ففي ثمانية أشهر - فقط - من حكم مرسي، تم وبالأمر المباشر تعيين 8 وزراء و5 محافظين و8 في مؤسسة الرئاسة من «الإخوان»، ولم يتوقف الأمر كذلك، بل نجح «الإخوان» من خلال مرسي في اختراق مفاصل 20 وزارة من خلال مستشارين للوزراء ومتحدثين إعلاميين ورؤساء للقطاعات ومديرين لمكاتب الوزراء، إضافة الى تعيين 5 نواب محافظين و12 رئيس حي ومركز، و13 مستشاراً للمحافظين، وجميعهم من «الإخوان»! فهل هذا ما يعنيه كاتب «الإخوان» من توازن يستقطب جميع فئات الشعب، وبصرف النظر عن انتمائهم؟!
محاولة تسويق إيران كعدو لدول المنطقة من خلال البرمجة الإعلامية هي مشروع «إخواني»، بدعم أميركي مطلق. هدفه جعل الكيان الصهيوني جزءاً مهمّاً وأصيلاً من نسيج الأمة، وهي المحاولة التي اسقطها الشارع المصري حين خرج بالملايين، وبشكل عفوي جدّاً، مطالباً بوقف طموحات «الإخوان» المدمرة!
المثير في حماسة «الإخوان» انهم يعيبون على إيران احتلالها الجزر الإماراتية، ولكنهم لا يتحدثون أبداً عن احتلال تركيا للواء الإسكندرون!
تعليقات