مسفر النعيس يكتب عن الحزبية التي تفوق الوطنية

زاوية الكتاب

كتب 561 مشاهدات 0


أعتز بحزبي ولا أهتم ببلدي الأحزاب التي ينادي بها البعض هذه الأيام لا شك أن الجميع يدرك أنها قائمة على ارض الواقع، فالحزب أصبح أفضل طريقة للحصول على منصب حكومي أو مصلحة شخصية، وهو آداة تنفيعية بحتة. لنكن واقعيين أكثر، هناك الغالبية من الأحزاب، أو لنقل الحركات أو الكتل، تأسست من أجل مصلحة شخصية بحتة بعيداً عن الحفاظ على المصلحة العامة والمكتسبات الدستورية، وبعض الشعارات الزائفة التي يرددها بعض المستفيدين من هذه الأحزاب والحركات. هناك أسئلة عدة تدور في مخيلتي، وقد يشاركني بها بعض القراء الأفاضل، منها من يدعم الحزب مادياً؟ ومن يخطط ويفكر له؟ وكيف لا يكشف عن أعضائه جميعاً؟ ولماذا لا يتم السماح للجميع بدخول هذا الحزب؟ إذا كان بعض المؤسسين أو المتنفذين في بعض الأحزاب يؤكدون أن الهدف الحقيقي لإنشاء الاحزاب والحركات هو المحافظة على الدستور الكويتي والوحدة الوطنية والمصلحة العامة، فنحن نستغرب من هذا الكلام الذي يناقض هذه الحركات والأحزاب. فلو اطلعنا مثلاً على الأحزاب الحالية وغير المعلنة طبعاً، ولكنها موجودة ولا أحد ينكرها، سنجد أن هناك حزباً أو تكتلاً للإسلاميين، ما يعني أنه إذا لم تكن ملتحياً وتتبع نهجاً معيناً فلا يمكن أن تنضم إلى الحزب الإسلامي، وهو من ينادي بالمصلحة العامة، وان الوطن فوق الجميع، وهذا دليل على انتفاء المصلحة العامة. وهناك الحركة التابعة للتيار الليبرالي، فإذا لم تكن تحب الحرية أكثر، مما ينبغي وتعارض الإسلاميين في كل شيء، ولم تحلق اللحية، فإنك شخص رجعي وغير مرغوب فيه بهذا الحزب الذي يتشدق بالوطنية والحرية. وهناك حزب وطني درجة أولى ولا يمكن أن يدخلة إلا أبناء بطنها وأبناء الطبقة المخملية، كما يقال، فإذا كنت ولد فقر فلا يمكن أن تكون عضواً في هذا الحزب الوطني، وهناك حزب أو حركة شعبية لا يمكنك الانتساب لها إلا اذا كنت مشاغباً ومطبلاً لبعض أعضائها البارزين، ولا ننسى بعضاً من الأحزاب الصغيرة، والتي لا يتعدى أعضاؤها عشرة أشخاص قفلوها على أنفسهم ولا يريدون أحداً ينتسب إليهم. وهناك حزب الأساتذة والدكاترة والمثقفين، فإذا لم تحمل شهادة جامعية، فإن الحزب لا يرغب بك، لأن هذا الحزب لا يدرك أن الكثيرين من حاملي الشهادات العليا لا يمتلكون أدنى مقومات الثقافة، فالشهادة شيء والثقافة شيء آخر. نحن لا نتجنى على الأحزاب والحركات، ولكن هم الذين جعلونا نبين بعضاً من سلبياتهم، فنتمنى أن يتم إنشاء حزب واحد سياسي لا ينتفع منه أحد ولا يدخله إلا من يجعل البلد وشعبها والمصلحة العامة فوق الجميع، ويسعى جاهداً إلى معالجة مواطن الخلل، ويضع برنامجاً تنموياً وإصلاحياً وسياسياً مقنعاً، ويعلن عن موارده المالية وخططه المستقبلية للنهوض بهذا البلد الذي أنهكه الفساد وقضى على آمال أهله في مستقبل باهر، فكل الإمكانات موجودة على أرض الواقع، ولكن قد ينقصنا بعض من الأمور المهمة، ولعل أولها وأهمها هو حب الوطن، وإيثار المصلحة العامة على مصلحتنا الشخصية، فنحن نملك الطاقات والخبرات، ولكن كل يعمل بمعزل عن الآخر، فالتكاتف مطلوب في هذه الأوقات بالذات لنرتقي ببلدنا إلى الأفضل، ولنعمل معاً للمصلحة العامة، وتحت راية واحدة وحزب واحد هو وطننا الغالي الكويت، فمتى يتحقق هذا الحلم ؟ الله أعلم!
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك