تسطيح معنى الوطن!.. بقلم صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2014, 12:04 ص 728 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / لا لتسطيح معنى الوطن
صالح الشايجي
ما أصعب أن يعيش الإنسان ناصحا، ولكن لا أذن تسمع سوى أذنيه والهواء!
وكم من ناصح مات شهيد نصحه؟!
والناصح قد يكون حكيما فيموت بنصحه المهجور، أو سفيها فيغنى بنصحه المسموع.
ولبلادي علي حق النصح فقد يسمع سامع وقد يهجر النصيحة هاجر.
جئت إلى الكويت وهي في عرسها الوطني «الفبرايري» الذي تكثر فيه الزينة الملونة والأعلام المرفوعة والعبارات والصور التي تزين سيارات القوم، وذلك ـ لعمري ـ ما يبهج النفس ويثلج الصدر، ولكن!
ولكن غاب الرشاد وصار التعبير عن الفرح ـ إن كان هناك فعلا فرح ـ بلاهة وسذاجة.
سمعت أغنية في الإذاعة الرسمية للدولة يقول مغنيها «واللي عنده مثل الكويت يحب ايده مقلوبة»!
أي من كان عنده مثل الكويت يقبل ظهر يده شاكرا ممتنا!
والله وتالله وبالله قمة السذاجة والبلاهة والسطحية في مثل هذا التعبير الأرعن الأبله الساذج والذي يصور الكويت شيئا له أشباه وأشكال تجد من أصنافها في الأسواق وفوق أرفف الجمعيات التعاونية، ومن يحظ بأحد تلك الأصناف، فهو في عيشة راضية تستحق أن يقلب كفه ويقبله مقلوبا حمدا وامتنانا لأنه حظي بذلك الصنف قبل أن ينفد من الأسواق وقبل أن تتخطفه الأيدي التي لم تحظ بتقبيل أصحابها!
هل هذا تعبير عن الوطنية وعن حب الوطن، أم أنه تسطيح لمعنى الوطن وتصغير لهذا الوطن الأكبر منا كلنا!
تعليقات