لماذا لا يُستعان بأصحاب الخبرات الوطنية؟!.. بهيجة بهبهاني متسائلة

القبس

تحت المجهر  /  لماذا الاستعانة بالخبرات العالمية؟

أ.د بهيجة بهبهاني

 

• لماذا لا يُستعان بأصحاب الخبرات الوطنية وتشجيعهم؟

يعتقد البعض أن الاستعانة بالجهات الأجنبية في تطوير الجهات الحكومية باتت امرا ضروريا لتحقيق الطموحات الكبيرة، في حين ان البعض الآخر يعتقد أن هذا الأمر مبالغ فيه، وأن هناك خبرات كويتية قادرة على الإنجاز المتميز، ونحن مع هذا البعض الآخر، فالدولة تصرف عشرات الآلاف من المال العام على كل تلميذ من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية، واكثر من ذلك عند ابتعاثهم لاستكمال الدراسة في الخارج، وبالذات في التخصصات الطبية والهندسية، وكذلك توفر الدولة لأعضاء هيئة التدريس في الكليات الجامعية ميزانية ضخمة من المال العام للقيام بمهمات علمية وتدريبية الى دول العالم المتقدم سنويا لاكتساب الخبرات والتدريب على التقنيات الحديثة، فلماذا لا يُستعان بهذه الخبرات الوطنية في تطوير المؤسسات الحكومية؟! ففي مجال النفط قال سمو رئيس الوزراء السابق في اجتماعه مع المجلس الأعلى للبترول: «ان مجال الاكتشافات البترولية والاستعانة بالخبرات العالمية المميزة يبقيان هدفا اصيلا نحو دفع الجهد وحشد الهمم والطاقات للوصول الى نتائج ايجابية تحقق الرفاه للشعب». وكذلك صرح الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت: بان «الشركة وضعت ضمن استراتيجيتها عوامل نجاح يجب تحقيقها لضمان تنفيذ الأهداف الاستراتيجية، اهمها الاستعانة بالشركات النفطية العالمية لما لهذه الشركات من الخبرات والتكنولوجيا الحديثة التي تحتاج اليها شركة نفط الكويت كباقي الشركات النفطية الوطنية». واذا كان الامر كذلك فلماذا تخصص آلاف الدنانير للدورات التدريبية للعاملين في النفط، سواء كرواتب او مكافآت أو كمخصصات للمهمات العلمية؟!

وافتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مرحلة العمل في مشروع ترميم قصر الشيخ خزعل، وهو من المباني التاريخية في الكويت، حيث صرح الامين العام للمجلس بانه ستتم الاستعانة بخبرات دولية معمارية في الترميم! وكذلك تمت الاستعانة بالخبرات العالمية المتخصصة «لمعالجة الخلل الذي اصاب محطة مشرف للضخ والصرف الصحي ولاتمام السيطرة عليها»، وذلك بالاضافة الى استعانة وزارة الداخلية بالخبرات العالمية والمتخصصة «لدعم الجهود الأمنية في مواجهة الجريمة، وتكريس الأمن والاستقرار في البلاد وتوفير الطمأنينة للمواطنين والمقيمين». وكذلك قامت وزارة الاشغال «بتحديد تسعة اسباب وراء حدوث ظاهرة انسلاخ الاسفلت بالاستعانة بالخبرات العالمية»، واعلن وزير التربية والتعليم العالي السابق ان التعليم رديء ويجب الاستعانة بخبرات عالمية لتطوير المناهج. وبناء عليه فعلى الكويت السلام.