حب الكويت يتحقق بالإنجاز وليس بإقامة الحفلات.. برأي سالم الشطي

زاوية الكتاب

كتب 1197 مشاهدات 0


الراي

فيض الخاطر  /  كيف نحب الكويت؟

سالم الشطي

 

«نعيش في عالم خطير، فالإنسان حكم الطبيعة قبل أن يتعلم كيف يحكم نفسه» –ألبرت شفايتزر.

***

شهر فبراير له خصوصية لدى أهل الكويت، فبه يستذكرون نعمة الله عليهم؛ قديماً بإعلان الكويت دولة عربية مستقلة ذات سيادة تامة، وحديثاً بتحريرهم من براثن الغزو العراقي الغادر الذي روى الأرض بدماء طاهرة لشهداء نسأل الله أن يتقبلهم، وكان مفترق طرق لدول المنطقة وشعوبها.

وأنعم الله تعالى علينا بأن سخر لنا دول العالم أجمع تدافع عنا وتسعى لتحريرنا فلم يستمر الغزو لأكثر من سبعة أشهر في حالة يندر وقوعها عالمياً، وما ذاك إلا بفضله تعالى ثم ببصمات الخير الكويتية الواضحة على مختلف أصقاع المعمورة، والتحرك الديبلوماسي الفذ الذي قام به أمير القلوب الراحل جابر الأحمد وأسد الكويت الأمير الوالد سعد العبدالله رحمه الله، وعميد الدبلوماسية وزير الخارجية آنذاك سمو الشيخ صباح الأحمد.

وهذه النعم تتطلب منا شكرها بالتزام كل فرد منا بأوامر الله بنفسه وأسرته، وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء في بلادنا، ولتكن البداية بتعديل المادة 79 من الدستور التي أعلن عنها نواب ثم انشغلوا عما أعلنوا عنه، والتي تضيف عبارة «وكان موافقاً لأحكام الشريعة الإسلامية» إلى نص المادة الحالي: (لا يصدر قانون إلا إذا أقره مجلس الأمة وصدق عليه الأمير). وبعد ذلك يكون التوجه لأسلمة القوانين وتعديل ما يستلزم التعديل، وخصوصاً في جانبي العقوبات والمعاملات التجارية.

الكويت اليوم على مفترق طرق، فإما أن نتعاون لنصل إلى مستوى الطموح من الأمن والاستقرار والتنمية بتعزيز الإصلاح وشن الحرب الضروس على الفساد بأنواعه مهما كان رعاته وكسر عظامه، أو أن نستعد ليس لانتهاء دولة الرفاه فحسب بل لانتهاء الدولة أصلا.. لا قدر الله.

حب الكويت الذي يسري في عروق كل كويتي، ليس بإقامة حفلات موسيقية لمغنين كويتيين وغير كويتيين، ورش المياه أو الرغوة على السيارات والرقص في الشوارع أو معاكسة البنات أو الشباب، ولا حتى بمجرد رفع الأعلام، بل حب الكويت هو بالإنجاز والعمل الجاد الفاعل المخلص الذي يعود بها إلى مقدمة الركب مرة أخرى بإذن الله.

***

مع بداية فكرة «هلا فبراير» كمشروع مهرجان سياحي للكويت، شن أعضاء مجلس الأمة من الإسلاميين والمحافظين حروباً شعواء، وأصدروا بيانات وتهديدات سياسية، لأنه كان يحتوي حفلات غنائية منظمة وبرعاية حكومية، وبعدها طعّم المنظمون تلك الحفلات بمحاضرات دعويّة، وسنة بعد أخرى أصبح إقامة المهرجان الغنائي أمراً طبيعياً لا تسمع له منكراً! ومع كارثة الحفل هذا العام حين سقط الغطاء الرقيق من على صدر إحدى المغنيات وكشف عما يفترض عليه ستره، لم نسمع إنكاراً ولو ببنت شفة، ومر الأمر «سكّيتي»!

هل تشربت المنكرات قلوب من كانوا ينكرونها سابقاً؟ أم أن المبادئ والأولويات تغيرت؟!

***

محافظة الأحمدي تتميز مثل كل عام بزينتها «الضوئية» الفذة التي تجعلها قبلة لمن أراد الاستمتاع بالمناظر الجميلة، واللوحات الفنية الرائعة التي كونتها الأضواء... فشكراً محافظة الأحمدي وشكراً KOC.

***

برودكاست

في جنوب غرب المملكة العربية السعودية تقع قرية رجال ألمع، ونسبت القرية لهذه القبيلة التي ينضوي تحتها 7 أسر رئيسية، وتحتوي القرية على متحف يقع في حصن مسمار الذي تعود ملكيته لأسرة آل علوان، بني قبل 400 عام بمبلغ 600 قرش مدونة في غلاف مصحف مخطوط وجد بالحصن أثناء ترميمه، وأطلق عليه: متحف ألمع للتراث.

ويحتوي على أكثر من 1500 قطعة تراثية في خمسة أدوار مقسمة إلى 13 جناحاً، ويحتوي من النوادر التراثية مثل: الرمح، الرديني، البلاص، الدرع، الكنانة وغيرها من المقتنيات الثمينة بمساهمة من أهل القرية.

الكويت بحاجة إلى إحياء المتاحف التاريخية كالمتحف الوطني المهترئ، ومتحف فيلكا المغلق، وفي نفس الوقت يجب دعم المتاحف الشعبية غير الرسمية التي يشرف عليها مواطنون ويصرفون عليها من جيوبهم الخاصة، فحفظ التراث يدل على عراقة البلد وأهله.. فهل من مدكر؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك