الأوكرانيون مصممون على الاحتفاظ بربيعهم المنتصر.. هذا ما يراه سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 1178 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة  /  انتصر الربيع الأوكراني

سلطان الخلف

 

في أربعينيات القرن الماضي قضم الاتحاد السوفييتي جمهورية أوكرانيا وألحقها تحت نفوذه بالقوة، وكحال شعوب آسيا الوسطى بما فيها المسلمة عانى الأوكرانيون معاناة كبيرة من سياسة القبضة الحديدية التي انتهجتها السلطات الشيوعية آنذاك ضد تلك الشعوب ذات القوميات والثقافات والديانات المختلفة، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي تنفست تلك الشعوب الصعداء وبدأت تتفلت من تلك القبضة، لكنها لم تستطع حتى الآن الفكاك بشكل تام منها بحجة تشابك مصالح الدولة الروسية وريثة الاتحاد السوفييتي معها.

وما تمر به أوكرانيا هذه الأيام يمثل شكلا من أشكال المعاناة التي عانتها تلك الشعوب بعد انهيار الاتحاد السوفييتي حيث تعتبر الدولة الروسية أوكرانيا جزءا لا يتجزأ من مصالحها العليا حتى وصل الأمر إلى الضغط على حليفهم الرئيس الأوكراني فكتور يانوكوفيتش ودفعه إلى تحدي إرادة شعبه بعدم توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي مقابل 15 مليار دولار كمساعدات مالية عدا تسهيلات إمدادها بالغاز الطبيعي، لكن الشعب الأوكراني الذي سأم من تبعات ارتباطه بالروس وما عاناه من اضطهاد ومحاولات النيل من سيادته لعقود طويلة آثر الحرية على الإغراءات الروسية والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على السير في الفلك الروسي، وقد نجح بعد صموده في مظاهراته الاحتجاجية في تحدي الإرادة الروسية وفي تحقيق مطالبه بعزل رئيسه والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.

وتجدر الإشارة إلى أن تدخل الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى حل سلمي للأزمة وامتناع رئاسة أركان الجيش الأوكراني عن التدخل في قمع المعارضة الأوكرانية من منطلق وطني حفاظا على دماء مواطنيهم الأوكرانيين ـ عكس ما يحدث تماما في جمهورياتنا العربية ـ كان له الفضل الكبير في إنهاء الأزمة بشكل سريع. والغريب في الأمر أن روسيا لم تجرؤ على تعقيد الأزمة الأوكرانية كما تفعل حاليا في سورية بل قبلت بالوساطة الأوروبية، الأمر الذي يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الروس يتخبطون في سياستهم تجاه الأزمة السورية ولا يتمتعون بأي مبرر في دعمهم للنظام البعثي الطائفي في سورية الذي لا يقارن من حيث المصلحة بما تمثله أوكرانيا لهم.

الأوكرانيون هذه المرة وبدعم من الاتحاد الأوروبي مصممون على الاحتفاظ بربيعهم بعد مآسي الخريف الطويل الذي عايشوه مع الروس وهم على استعداد أكبر من أي وقت مضى للتصدي لمؤامرات القيصر بوتين التي سيحيكها من أجل إعادتهم إلى إمبراطوريته الروسية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك