أي نجاح حققته القمة؟
زاوية الكتاببن طفلة: كيف تتوسط الكويت بالأزمة الخليجية قبل لين المواقف!
كتب مارس 27, 2014, 1:55 م 2642 مشاهدات 0
يسجل للدبلوماسية الكويتية وعلى رأسها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أنها نجحت بعقد قمة عربية في مرحلة هي قمة في الشقاق والفرقة والتناحر العربي. النجاح الوحيد للقمة أنها انعقدت ومرت بسلام دون معارك إعلامية معلنة، ودون 'شو' سياسي شبيه بذاك الذي كان يستعرضه العقيد معمر القذافي عند كل قمة. نجحت الكويت بانعقاد أول قمة عربية على أرضها في مرحلة لم تمر بها الأمة العربية في تاريخها من الضعف والفرقة، بل طالت الفرقة دول الخليج التي طالما تغنينا كخليجيين بتماسك مواقفنا واستمرار منظمتنا الاقليمية -'مجلس التعاون الخليجي'-في وجه رياح الخلافات والصراعات العربية-العربية.
والواقع أن القمم العربية الماضية التي عقدت على مدى أكثر من نصف قرن، لم تسجل نجاحات عملية في وقت كان التضامن العربي أفضل حالا مما هو عليه اليوم، وبالتالي فمن غير المنطقي التوقع بأن تحقق قمة الكويت أكثر مما حققته قمم سابقة في ظروف أفضل بكثير من الظروف الحالية.
كثيرون يعلقون آمالا على الدبلوماسية الكويتية بقيادة شيخ الدبلوماسية –سمو الأمير- لحل المشاكل والخلافات الخليجية بل وحتى العربية بحكم رئاسة الكويت المرحلية لمجلس التعاون الخليجي ولرئاستها للقمة العربية، لكن الوساطة- أية وساطة كانت- تتطلب تهيئة الظروف وخلق المناخ اللازم والأهم هو استعداد الأطراف المختلفة للوساطة، وهو ما لا نرى له أي مؤشر بالمرة.
فالمعلومات المتوافرة تدل على أن المصالحة الخليجية ليست بواردة في الفترة الحالية، حيث تصر الرياض وأبوظبي والمنامة على أن تغير قطر من سياستها الخارجية، في وقت تتمسك فيه قطر بمواقفها وسياستها دون تبديل. وما لم تلمس الكويت لينا في هذه المواقف المتباعدة، فإن من غير العملي دخولها في مضيعة للجهد والوقت قد تباعد المواقف بدلا من تقريبها، بل قد تصيب الكويت ببعض طلقات التناحر الإعلامية التي تشهدها العواصم الخليجية في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الخليجية.
أما على صعيد الخلافات العربية، فلا اظن أن مراقب منصف يتوقع من الكويت أن تدواي جروحا غائرة نازفة في جسد هذه الأمة التي تناحرت منذ عقود لمصالح أشخاص ومراكز قوى على حساب شعوبها وتطلعاتهم.
خرجت قمة الكويت بإعلان غير ملزم، فالقرارات التي اتخذتها القمم الماضية لم تلتزم بها الدول الأعضاء، فعلى سبيل المثال: تنصلت بعض الدول من قرار القمة الماضية بالاعتراف بالإئتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا للشعب السوري، مما دفع بحل غريب عجيب: خلو مقعد سوريا مع رفع علم النظام ووجود ممثلي المعارضة وإلقاء رئيسهم أحمد الجربا كلمة غادر القاعة أثناءها ممثل حزب الله بالوفد اللبناني –الوزير حسن الخليل- تاركا وراءه رئيس الوفد-رئيس الجمهورية ميشيل سليمان، ومعروف أن السعودية غاضبة على التنصل من القرار وكذلك قطر التي عقدت بها القمة الماضية التي اعترفت بالإئتلاف ممثلا للشعب السوري!!
باختصار، فإن من يلتزم بالقرارات لن يلتزم بإعلان نوايا طيبة لا يتجاوز بقيمته الحبر الذي كتب به، وهو ما خرجت به القمة.
نجحت الكويت بعقد القمة بأقل قدر ممكن من الشقاق والصراع، وعادت الكويت تلعب دورا أساسيا في التوافق والقدرة على لم الشمل وإن بشكل ظاهري على أمل أن تأتي على هذه الأمة ظروف يكون للقمم فيها قرارات يحترمها من يتخذها.
انعقاد القمة وحسب، هو الإنجاز الوحيد الذي تحقق، 'فلم يكن بالإمكان أفضل مما كان'.
سعد بن طفلة العجمي
تعليقات