الدرة سالفة الذكر، بقلم محمد البنوان

زاوية الكتاب

كتب 911 مشاهدات 0


في سوق السياسة لا توجد اولويات هناك مصالح ومصالح فقط هذه هي البضاعة التي تباع وتشترى هي ولا شيء غيرها ولا اعتقد ان احدا اكتشف شيئا اخر غيرها في هذا السوق المليء بالغش والتدليس والخيانات، في الحقيقة ان الحديث عن هذا الامر ذوشجون فليست المرة الاولى التي تكتب من اجل الكلمات وليست المرة الاولى التي تذرف بسببه العبرات انها كلمة من بضعة احرف ولكنها تخفي وراءها اسرارا كثيرة كلمة سحرية ربما استخدمت لايجاد مبرر لمزيد من الاضطهاد وربما استخدمها البعض لخير في قرارة نفسه ولد من بعده رفعة لشأنه لينتهي الامر به في سجلات التاريخ كسطر مضيء بين سطور كثيرة كالحة السواد .

الحقيقة ان البحث في اتون تلك الكلمة وفحص كل الفرضيات والنظريات التي قامت على اساسها لا تكفيه هذه العجالة البسيطة فهي كالبحر الخضم بحر لا توجد فيه سوى درة واحدة له قيمة درة ولكنها قد تركت دون ان يعلم الكثيرون ثمنها وقيمتها فصارت حكاية كالاساطير القديمة ولكنها ليست كغيرها فهي اسطورة حقيقية لم يكذب التاريخ وجودها والأجمل انها درة شهد لها الصديق قبل العدو بأنها لا مثيل لها .

وبنظرة اوسع فإن العالم بشقيه القديم والحديث قد شهد تصارعا بين نظريات وفرضيات سياسية كان اساس غالبيتها المصلحة الفردية ببساطة كما نظر لهذا ادم سميث وعليه تولدت الاحزاب السياسية ذات الايدولوجيات المختلفة كالماركسية الشيوعية كنظام سياسي واقتصادي اضافة الى الرأسمالية وقبلهما العلمانية بشقها القديم القائم على فصل الدين عن الحياة بالكلية طوال تلك الفترة لم تستطع فرضية او نظرية من تلك النظريات ان تفرض رأيا موحدا على العالم بأسره لتتحول الكرة الارضية الى حلبة صراع قوامها فرض القوة تتصارع بها احزاب قوامها افراد امنوا او ادعوا انهم امنوا بإحدى تلك النظريات ليصلوا الى اهداف شخصية من الحكم او السلطة او المال والجاه كل تلك الصراعات لم تنته الا على مزيد من الظلم والقهر والبطش والعذاب لعامة الناس الذين وجدوا انفسهم ملزمين بتشجيع طرف على اخر في قتال لم يختاروا يوما ان يكونوا طرفا فيه بل اجبروا عليه او حاولوا ان يقنعوا انفسهم بصحته لتنتهي تلك الحقبة من الصراع دون نتيجة، الخاسر معروف انه عموم الناس اما الرابح فهم اولائك المنظرون السياسيون ومن سار في فلكهم من اتباع النظريات البشرية الليبرالية وبينما تسطر احرف التاريخ تلك المخازي في مجلد ضخم فإن بالرجوع بصفحاته لحقبة خلت قد تعيد الامل في نفوس الكثيرين ففي ذلك الحين ومنذ مئات السنين كانت تلك الدرة سالفة الذكر ، قد حكمت العالم شاهدة على رؤوس الاشهاد بمن هم اعدل الفاتحين انه الاسلام دينا وسياسة وقبل كل شيء منهج حياة.

الآن-رأي: محمد البنوان

تعليقات

اكتب تعليقك