لماذا لا نواجه الواقع؟!.. سؤال تطرحه وتجيب عنه فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب مايو 23, 2014, 1:11 ص 635 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / ..حتى لا نغرق في بحر الظلمات!
فاطمة عثمان البكر
• الرؤية الثاقبة إلى جوهر الأشياء بوجهيها، تكشف لنا مكامن الجمال فيها.
الشكوى والشكوك، الامتعاض والخوف من الغد، أصبحت هاجسا مسيطرا على أغلبية الناس. هذه الهواجس التشاؤمية تغذيها أحداث ووقائع وتصريحات وتلميحات في كل اتجاه داخليا وخارجيا، كان لها الأثر السلبي، من شأنها ان تعيق مسار الحياة، فلم لا تكون هناك الإرادة والإيمان لمحاربة خوف الزمن والمستقبل الموعود في عالم الغيب، لنحارب ونحارب، فنحن اليوم في مرحلة الجهاد الأكبر، جهاد النفس، لنحارب خوف الزمن التنازلي ونصوغ لأمل الغد بكل ما يحيط به من منغصات بداية جديدة؟! لم لا نكتب لأفكارنا وهواجسنا التشاؤمية السوداء المسيطرة استقالة أبدية الأمد؟! لم لا نطلق في وجه الاعصار العاصفة موجة من الأحلام ليست بالاحلام المجحفة، بل الأحلام الواقعية؟!
كثيرة هي نوافذ البهجة التي يمكن للإنسان ان يطل منها على مباهج الحياة ومفاتنها، ليرى كيف هي الأشياء ممتلئة بالدهشة ونابضة بالروعة! هناك جهود تبذل، هناك اختراعات، هناك عقول تعمل لتعيد للإنسانية ما تفقده في هذا الزمن العاصف. نتساءل: الى متى نظل نركض ونلهث، نرفض ونمتعض، نقفز إلى الظلام حتى ننكسر ونتكسر، وبعدها لا نقوى على الزحف؟!
لنواجه الواقع والوقائع ببشاعتها وقسوتها وحلاوتها، لنرى الأشياء كما هي من دون عدسات مكبرة لنكتشف عوالم الدهشة بالتجلي والتقصي، فترينا الأشياء على حقيقتها، فالرؤية الثاقبة النافذة الى جوهر ومكامن الأشياء بوجهيها تكشف لنا مكامن الجمال فيها، حتى وان بدت غير ذلك ظاهريا.
دماء الحياة تتدفق في العمل، والقيام بفعل ما هو وحده الأكيد الفعال الذي يمكن ان نتغلب به على العوائق والمنغِّصات التي تتكالب علينا، مما قد يؤدي الى التسليم بصعوبة المعادلة واستحالة الحل، وبالتالي هي التي تغرق الإنسان في بحر التشاؤم، وان ما يجعل الوجود جميلا هو ذلك التفاعل الدائم بين عناصره المتعددة والمختلفة، وبالدخول الى تلك العوالم والتفاعلات ومعايشتها والتفاعل معها نكتشف نبعا من منابع انهار الغبطة التي تجري من بين أيدينا ومن خلفنا، فلنحاول مرة ومرات ان نزيح الطمي الخامد على الجنبات، ونعمل معا على التخفيف من وطأة القبح وكشف التشوّهات التي تغرق العمر في براثنها!
تعليقات