الافتراء صار مادة خصبة للطعن في الأشخاص!.. سامي الخرافي مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 1554 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  هاتوا برهانكم

سامي الخرافي

 

أصبحت الافتراءات عند الكثير من الناس مادة خصبة لمن يريد الطعن في أي شخص كان، حتى ولو كانت لا تستند إلى أي دليل ملموس وأصبحت هناك قاعدة عامة استند اليها الكثيرون في تعزيز افتراءاتهم وهو «قال فلان» فهو محل ثقة ويجب أن نصدق كلامه.

قال الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ـ سورة الحجرات). فمن هذه الآية التي يحث الله سبحانه وتعالى فيها رسوله الكريم على ألا يستعجل في حكمه على تصديق الخبر من الفاسق حتى يثبت صحة الخبر قبل أن تقع الكارثة فيصبحوا على ما فعلوا بعدم التثبت من الخبر مشكلة كبيرة ويندموا عليها.

ويروى عن الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك قد قال لرجل: بلغني انك وقعت في وقلت عني كذا وكذا فقال الرجل: ومن قال لك ذلك فقال الخليفة: ان الذي أخبرني إنسان صادق، فقال الرجل: كيف تصدق النمام، فقال الخليفة: صدقت فاذهب بسلام.

لقد أصبحت هناك شريحة من الأشخاص متخصصة في تشويه سمعة الفرد او العائلة او القبيلة.. الخ من اجل التشويه ولأهداف خبيثة والله أعلم بما ينوون ايضا، فكم من أسر قد تفككت أو حصل بين الزوجين الطلاق.. الخ، بسبب عدم التثبت من صدق الكلام، ولعلنا ندرك أمرا في غاية الخطورة وهو موضوع التشويه والافتراء على نبينا صلى الله عليه وسلم بنسب الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة له، وهناك من الناس من يصدق بها ويعمل بها دون التحقق من مصداقيتها بل وينشرها كنوع من الموضة الجديدة وهي «انشر تؤجر».

فالآية السابقة تعطينا دروسا وعبرا في أمور كثيرة ليست محصورة بالتأكيد على الحدث نفسه وبالتالي يجب أن نعمل على الاستفادة منها في كل حياتنا فكلمة «تبينوا» هي قاعدة مهمة جدا في حياتنا اليومية ولكن للأسف لا يعمل به الكثيرون فتحدث مشاكل كثيرة سواء داخل البيت أو العمل... الخ.

فمثلا نسمع خبرا من جريدة معينة فيتم تفاعل الناس معه بشكل كبير ليأتي اليوم التالي ليتم نفي الخبر وإن الخبر عار من الصحة بعد أن أشعل الديرة جدلا وكذلك الأمر أيضا عند تواجدك في احد الدواوين لتسمع «بوالعريف» وقد قام بالتحدث عن كلام في غاية الخطورة وعندما تسأله: من أين أتيت بتلك المعلومات السرية فيأتيك الجواب السريع: ديوانية عروقها بالماي وتستغرب أن يتم تصديق كلامه من البعض وتبدأ «الواتسابات» بنشر خبر «بوالعريف» الكذاب بأن ما رواه صادق وهو أكذب الكاذبين.

وأخيرا، ما نود أن نشير إليه هو ان أي خبر مهما كان فلابد أن يكون الدليل مثبتا وغير ذلك نقول لمثل هؤلاء: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك