أوكرانيا وروسيا والربيع العربي!.. رأي عثمان الطويل
زاوية الكتابكتب يونيو 4, 2014, 10:14 ص 1063 مشاهدات 0
مشهد يكاد يكون متطابقا ذلك الذي حدث في بعض دول الربيع العربي وما يحدث اليوم في أوكرانيا. يخرج الجمهور الغاضب للشارع منددا بالفساد ومطالبا بالإصلاح، يزداد الغضب فتنسحب الحكومة، وبعدها يظل السؤال الأهم مفتوحا: من سيمتلك السلطة؟ لا يمر وقت طويل حتى تدرك هذه الجماهير الغاضبة بأنها بعيدة كل البعد عن أحلامها وبأنه قد تم التلاعب بهم بصورة قذرة. من دبر الانقلاب في أوكرانيا هم من سيتسلم زمام الأمور وهم من سيعلن عن نجاحهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهؤلاء هم من يمدون أيديهم اليوم لتلقي القروض باسم أوكرانيا فتذهب الأموال لجيوبهم الخاصة فتصبح الدولة أكثر فقرا يوما تلو الآخر، أما الموارد الوطنية فقد بيعت للشركات الغربية وتم طلب حراسة هذه الممتلكات من قبل حلف الناتو!
هل يذكرنا هذا الأمر بما حدث في مصر؟
ما يحدث اليوم في أوكرانيا أمر يندى له الجبين، ميليشيات النازيون الجدد تجوب كل الشوارع، يعتقلون ويقتلون كل معارض وكل صحفي يختلف معهم في الرأي. النظام الجديد في أوكرانيا طرد كل الأعضاء الشيوعيون من البرلمان. هل هذه هي الديمقراطية التي كانوا ينادون بها؟ ربما كان طرد الشيوعيين من أجل التقرب من أمريكا والناتو بصورة أكبر؟ هل المطلوب هو حجز مقعد لأوكرانيا في الناتو؟ أسهل طريقة لفعل ذلك هي أن تشتم روسيا، أن تنظم مسيرة للمثليين جنسيا، وأن تحرق المواطنين العزل الأبرياء من أصول روسيا وهم أحياء. وهذا ما فعلوا في الواقع.
بعد المجزرة في (أوديسا) والتي أحرق فيها النازيون الجدد، وهم يصيحون 'الموت للروس'، أكثر من خمسين أوكراني من أصول روسية، حاولت بعض المدن الصناعية الأخرى في إقليم (نوفوروسيا)، أي روسيا الجديدة، أن تثور وتطلب الانفصال عن أوكرانيا. لخيبة أمل المواطنين من أصل روسي: روسيا لم تتدخل بل لم تحبذ الانفصال. ولكن لماذا؟
لا يمكنني أن أجد إجابة أفضل من أن روسيا دولة لها زعيم يحترم القانون. أعرف أن البعض قد يعتبر هذا نكتة، خاصة بعد سماع كلام البعض عن بوتين بأنه 'هتلر الجديد'. ما لا يعرفه البعض عن بوتين هو تدريبه القانوني قبل التحاقه بالمنظمة الأمنية. وأفضل ما أقول لإثبات قولي عن احترام روسيا للقانون الدولي هو مقارنة سريعة يقوم بها أي قارئ عادي للتاريخ بين تدخلات أمريكا وفرنسا وبريطانيا في شؤون الدول الأخرى والتدخلات التي قامت بها روسيا. أما الاستفتاء الأخير الذي أقامته (نوفوروسيا) من أجل استقلالها عن اوكرانيا فلقد نصحت موسكو بتأجيله.
احتفلت موسكو قبل أيام كعادتها بعيد النصر في الحرب العالمية، ولقد جرت العادة تاريخيا أن تحتفل أوكرانيا بذلك. حاول سكان مدينة (ماريبول) الاحتفال بهذه المناسبة كعادتهم سنويا، ولكنهم فوجؤوا بموجة كبيرة من 'الشبيحة' كما نسميهم المناصرين للنظام الجديد قتلوا المواطنين الأبرياء والبوليس المحلي وأدخلوا مدرعاتهم المصفحة إلى المدينة. للأسف لم تنطق السيدة نولاند أو السيدة ميركل أي حرف تجاه هذه المجزرة المرعبة، ولكنهم قالوا الكثير تجاه محاولات (يانوكوفيتش) المترددة والهزيلة من أجل احتواء المظاهرات.
هل يذكرنا هذا أيضا بما حصل في مصر؟
تعليقات