'أنت وردة'.. رثاء أبا حسن! بقلم بدر العنزي
زاوية الكتابكتب يونيو 4, 2014, 10:15 ص 2374 مشاهدات 0
لن تفي بضع كلمات في حقه ، ولكن من حقه علينا ومن واجبنا اتجاهه لا نستطيع إخفاء ما كنا نعرفه عن أبا حسن من القليل وغيري من الإخوة الشباب يعرفون الأكثر عنه .
أبا حسن .. تعرفت عليه في منتصف التسعينات ، من هنا ومن محافظة الأحمدي إنطلقت رحلت الصداقة مع أخينا الغالي ' أبا حسن ' كانت الأحمدي تعتبرا مركزا للقاء الأحبة والتعارف بين الإخوة الأعزاء ..
أبا حسن .. تعرفت عليه وربطتنا معه ومع باقي الإخوة علاقة تجاوزت مرحلة الصداقة ووصلت إلى مرحلة ' رب أخ لك لم تلده أمك '
كان أبا حسن .. دمث الخلق .. طيب المعشر .. حسن الكلام .. كريم النفس .. كريم الخصال والسجايا .. لا تفارق الإبتسامة محياه .. عرف أبا حسن بتقواه وورعه ونقاء نفسه ، كان وما زال وسيبقى محل احترام وتقدير ومحبة كل من عرفوه .
أبا حسن .. عمل في الحقل الإسلامي دون كلل أو ملل رغم الظروف الصعبة المحيطة به ، فلم تكن كثرة الأعباء عليه سببا في ثنيه عن مواصلة عمله التطوعي .. إنها الأمانة و الإخلاص .. كانت حياته كلها عطاء .
كان سعيدا بعمله التطوعي .. لأنه يفيد و ينفع.. كان لا يشعر بوجوده إلا من خلال العطاء و نفع الناس .. و خير الناس أنفعهم للناس .. إنه الوفاء يا أبا حسن .. و قليل هم الأوفياء .
جاءني نبأ رحيله عن هذه الدنيا الفانية كالصاعقة .. ولكنها إرادة الله عزوجل .
شيعناه .. حضوراً كان مبهراً .. رغم ألم فراقه إلا الحضور الكبير لتشييع جنازته يعطي دلالة واضحة لما لـ ' أبي حسن '
من مكانة وحب لدى الجميع ، ومن يحبه الله يحببه لخلقه ..
نزلت معه إلى مثواه وكنت آخر من خرج من قبره بعدما دعوت إليه .. ودعته بكلمة ' أنت وردة ' .. وما لهذه الكلمة من وقع في نفسي تبقى تذكرني به طوال حياتي .. ما قصتها ؟!
عندما كنت آتيه في أيام حياته وقبل مرضه الأخير .. كنت أقول له ' أنت وردة ' أقصد بها ' تعال معي لتؤنسي في الطريق لأنه عندي بعض ( المشاوير ) لأقضيها فكان لا يتردد إلا أنه كان يقول لي ( أعرف إن ذهبت معك فلن أعود للمنزل إلا متأخراً .. لا أريد أن أكون وردة .. وكان يبتسم بإبتسامته المعهودة اللطيفة الخجولة '
فسلام عليك يا أبا حسن يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حياً
تعليقات