الحكم العسكري في الدول العربية لن يدوم.. هكذا يعتقد سعد حوفان الهاجري
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2014, 12:25 ص 797 مشاهدات 0
عالم اليوم
نقطة نظام / العسكر والأمة العربية
د. سعد حوفان الهاجري
مما لا شك فيه أن الأمة العربية ابتلت في العقود الأخيرة – الغالب من الدول العربية – بالحكم العسكري ، حيث جثم هذا الحكم على صدر الأمة طوال العقود الماضية ، ولقد تعرضت الشعوب في هذه الفترة إلى أشد أنواع العذاب والتنكيل وعاشت العنف السياسي في هذه الدول التي ادعت أنها ديمقراطية وهي مارست الديكتاتورية بكل أشكالها حيث يستمر الحاكم في منصبه لا يغادره إلا ميتاً أو مغتالاً ومن يأتي بعده أيضاً يحمل الرتبة العسكرية ، إن الشعوب العربية تعرضت إلى ظلم شديد نتيجة استفراد فئة بالسلطة وهو استفراد ليس ناتجاً عن صناديق انتخابية حرة ، ولكن ناتج من قتل وتعذيب وحشي حيث امتلأت السجون بالمصلحين والنخب السياسية ولم يتصدر المشهد إلا أصحاب المصالح والهوى والفن.
إذا رجعنا إلى الدول الأوربية وفترة حكم العسكر والطغاة فإن هذه الدول كانت تعيش في ظلام التخلف ، حيث لا تطور يذكر ولا تنمية ولا حرية تعيشها شعوبهم ، وفي سبيل ان تصل إلى ما وصلت إليه هذه الدول الآن ضحت بكل شيء سنوات طويلة حتى تتخلص من أمثال (هتلر– موسوليني– إستالين)، الآن نشاهد أغلب الدول الأوروبية إن لم يكن جميعها في تطور مستمر وتقدم ورقي واحترام للشعوب ، وأيضاً هناك مثال قريب من الدول العربية وهي تركيا حيث عانت من حكم العسكر سنوات حتى قال الشعب التركي كلمته وأصبحت تركيا في مقدمة الدول المصدرة للصناعة ، وارتفع دخل الفرد فيها ، وأصبحت قيمة التبادل التجاري فيها مرتفعة وحققوا ما عجز عنه العسكر.
لقد أريد للدول العربية أن تستمر في تخلفها وعدم وعيها ، وأن تستمر هذه الشعوب تحت سيطرة عصابة تدير شؤونهم دون أن تكون لهم كلمة ولا قرار مجرد – الشعب – كتب في رف مكتبه، في المقابل يحق لهم وأتباعهم التمتع بخيرات البلد وثرواته وباقي المواطنين لهم الفتات ، نقول عندما نهضت هذه الأمة وحاولت نسف الحكم العسكري في أغلب الدول ، وقد نجحت في ذلك لم يعجب الغرب وعملائهم الخونة من أبناء جلدتنا هذا التغيير فإنتفضوا لإخماد الصحوة ومواجهة المارد العربي عند إراد الاستيقاط ، فعملوا مخططهم ونجحوا في بعض الدول– وهو نجاح مؤقت– في عودة حكم العسكر حتى لو كان الضحية آلاف الناس من أطفال ونساء وشيوخ غير مكترثين لأي مبدأ إنساني.
إن الحكم العسكري لم يأت بخير للأمة العربية ولذلك فإنه لن يدوم ومن يحاول تنصيبهم لن ينجح في مهمته، لأن الأمة ما زالت تثور وترفض الاستبداد.
تعليقات