إلى متى ستغيب الأمور المصيرية عن أولوياتنا؟!.. سامي الخرافي متسائلاً
زاوية الكتابكتب يونيو 7, 2014, 1:20 ص 563 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / إلى متى؟
سامي الخرافي
لم يعد الشعب العربي يهتم أو يتفاعل كثيرا مع الأحداث المثيرة التي يشاهدها أو يقرأ عنها يوميا من خلال وسائل الإعلام بشكل عام، وبالمقابل أصبح اهتمام أبنائه يتركز على مواضيع لا تسمن ولا تغني من جوع.
وعلى سبيل المثال إذا طالعتنا إحدى الصحف مثلا بتصريح استفزازي لفنانة ومطربة «مشهورة» تنتقد فيه مطربة أخرى، أو أنها أجرت عملية «تجميل... الخ، ستجد عدد القراء لذلك الخبر يصل إلى الآلاف رغبة منهم في معرفة تفاصيل الخبر، بينما الخبر عن قتل عائلة كاملة في أي دولة عربية قد لا يتجاوز عدد قرائه العشرات».
وكما تابعنا جميعا أحداثا لفنانين مشهورين من خلال المؤتمرات الصحافية واللقاءات التلفزيونية وكيف كان الناس يتابعون تلك الأخبار بلهفة كبيرة وبشكل مستمر لمعرفة من هو صاحب الحق ولماذا اصبح بينهما نزاع بعد فترة طويلة من التعاون الفني؟
وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من مشاهدي التلفزيون واهتمامهم لمعرفة أهم المسلسلات التي سوف تعرض على القنوات الفضائية في شهر رمضان المبارك وتوقيتها وأبرز نجوم كل مسلسل وما يقتنونه من ملابس او تسريحات شعر... الخ من أجل التقليد الأعمى.
ولو تخلينا خبرا في إحدى الصحف يقول: زوجة كانت تعامل زوجها كل يوم معاملة قاسية، وتهمل بيتها وأولادها كل يوم ذاهبة لمقابلة صديقاتها في أحد المجمعات التجارية، ووصل الحال بالزوج أن يخرج عن صمته ويخرج من البيت هائما في الصحراء، وبينما هو على ذلك يجد مصباحا قديما ليقوم بفركه ويخرج له المارد ويقول له: لك ثلاث أمنيات أحققها لك ولكن كل ما تتمناه سيكون للزوجة عشرة أضعاف مما طلبت، فوافق الزوج على هذا الشرط على اعتبار أن الحلال واحد، فطلب أن يكون أجمل رجل في العالم فكان له ما أراد وأصبحت زوجته كذلك أجمل نساء العالم، فكان الطلب الثاني أن يكون أغنى رجل في العالم، فكان له ما تمنى وأصبحت زوجته أغنى منه بعشرة أضعاف، فكان الطلب الأخير فقال له الجني بصوت خافت: ركز في الأمنية الأخيرة فلن يكون لك غيرها بعد ذلك، فقال له الزوج بدون تردد: أريد ان تصيبني بجلطة خفيفة.
طبعا الله يرحمها زوجته، في هذه القصة الخيالية ستجد العشرات من التعليقات للقراء في حال لو طلب منهم تبرير الفعل، رغم ان هذه الواقعة من نسج الخيال إلا أنه للأسف ستصبح محور اهتمام الكثير وحديث الساعة دون أن تعرف السبب. ما تناولته يعبر تعبيرا صادقا عن أن الأولوية لدى الكثير من الناس في وقتنا الحاضر هي حبهم لمعرفة الأمور الثانوية وتحليلها بشكل يعجز الكثير من النقاد عن إيجاد الحلول لها، أما الأمور المصيرية والحاسمة لدى الكثيرين فقد أصبحت في خبر كان، فإلى متى نحن كذلك؟
تعليقات