عن الحلاق يكتب - عبدالعزيز الدويسان
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان يونيو 7, 2014, 3:26 م 1960 مشاهدات 0
الحلاق
الحلاق هو الذي يقص أو يصفف الشعر ، يحلق أو يهذب اللحية ، أدواته البسيطة المقص ، الموس ، ماكينة خاصة لقص أو تخفيف أو تنظيم الشعر ، المشط ، بهذه الأدوات البسيطة ولكن تحتاج إلى مهارة وخفة يد وسرعة وأن لا يؤذي الزبون ويصيبه بأذى ، تجد من يتوارث هذه المهنة أبا عن جد وتجد من يمارسها وصولا للإتقان مع مرور الوقت .
سابقا كان الحلاق يقوم أيضا بمهنة الجراح ثم انفصلت كل مهنة عن الأخرى وكان ذلك في انجلترا في عام 1745 م ، والصين كان هناك طريقة قديمة تسمى ' داهوجيا ' تقوم بتقصير الشعر والتي من خلالها بحرقه بدلا من قصه بالمقص باستخدام مقص حديدي يقوم بتسخينه على النار !! وقالوا من مميزات هذا النوع من الحلاقة يمكن أن يظل الشعر ثابتا على طوله لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر ، حيث لا يحتاج الشخص الذي يتم حرق شعره الذهاب للحلاق ولهذه المدة حتى يتعافى شعره وينمو مرة أخرى .
كرسي الحلاق الذي يجلس عليه الجميع الغني والفقير ، المتعلم و الجاهل ، ' لو دامت لغيرك ما تصلت إليك ' ينطبق على كرسي الحلاق ، الحلاق الذي يعرف جميع الأخبار وكانه جهاز استخباراتي يأتي له السياسي و الاقتصادي والرياضي والمتعلم فيعرف كل الأخبار والتفاصيل ، الحلاق معالج هناك من الزبائن يجلس على الكرسي ويبدأ بالفضفضة عن الهموم وإزالة الغموم فيخرج الزبون بالنهاية وهو مبتسم لأنه لقى من يستمع لمشاكله .
الحلاق تتعاقب عليه الأجيال تجد الأب يحضر ابنه فيكبر الابن ويتزوج ويحضر أبنائه فتزداد العلاقة بين حلاق وزبائنه الدائمين ، الحلاق يعرف الأخبار و الأحوال الاجتماعية من تزوج ومن أدخل المستشفى ومن سافر ، وهناك من الزبائن لا يحلق إلا عند شخص معين ، ودقيقة الانتظار عند الحلاق تطول فتجد من يتصفح الجرائد ومنهم من يتأفف ومن من يقول أذهب وسوف أذهب وأرجع بوقت آخر ، ويزداد قيمة الكرسي وأهميته وقت الأعياد والمناسبات والازدحام من أجل الحصول على مقعد فاضي للحلاقة .
يروي من يروي عن أبي حنيفة عندما كان رحمه الله في الحج وأراد أن يتحلل جلس إلى الحلاق ليحلق رأسه ، فسأله أبو حنيفة : كم سأدفع لك ؟ أجابه الحلاق : لا يصح في النسك أن نتشارط على المال ، فاستأذنه أبو حنيفة في كتابتها ، ثم عاد فجلس ، فقال له الحلاق : استدر نحو القبلة فهذا نسك فكتبها أبو حنيفة ، ثم إن أبا حنيفة أعطى الحلاق شقه الأيسر ، فقال له الحلاق : بل الأيمن ! ثم قال له الحلاق : كبر وهلل إنها نسك ! فجعلها أبو حنيفة في فقهه وقال : تعلمت من الحلاق مسائل في الفقه لم أكن أعلمها من قبل .
تعليقات