على أعتاب ندوة الإرادة - يكتب عبدالهادي العجمي:
زاوية الكتابالفساد هو المحرك الرئيسي للثورات والغضب الشعبي
كتب يونيو 8, 2014, 2:15 م 2840 مشاهدات 0
خطر الفساد ،،، وحشد النذير
يقول ارسطو في كتابه السياسات: 'فمن الواضح ان النظم السياسية التي تتوخى المصلحة العامة، كلها قويمة طبقاً لسنة العدل الخالصة، اما التي لا تتوخى الا مصلحة اصحاب الحكم، كلها مخطئة، وتحسب انحرافات عن النظم القويمة، لانها تشابه سلطة المولى علي عبده، في حين ان الدول اشتراك أحرار'.
إن تصورات ارسطو البسيطة تجعل العلاقات في الدولة هي شراكة بين احرار تقتضي ان يتحرك الاحرار في مطالبهم بالعدالة والمساواة وان خلاف ذلك علاقات العبيد بسادتهم ! اي لا يطالب العبد بحقوق ومساواة ومشاركة.
مايحرك المواطن الكويتي بهذه الأيام هو شعوره انه حر له حق المعرفة والدفاع عن مكتسباته بشكل حاد وقوي لانه مساوي لكل من يتلاعبون ويقتصون من حقوقه بطريقة امتطاء قطار الفساد الذي لا يتوقف دون ان يلتهم مقدرات الدولة وحقوق الأفراد وأموالهم .
قدم مركز كرناجيه للدراسات في واشنطن 6-6-2014 دراسه بعنوان الفساد الخطر الداهم على الاستقرار العالمي، وهذه المجموعة البحثية قدمت ان الخطر الحقيقي على الاستقرار في العالم هو الفساد ويشرح الباحثين ان سبب ذلك ان الفساد هو المحرك الرئيسي للثورات والغضب الشعبي ، وان ما يعتقده الغرب من ان الحركات الدينيه او الايديولوجية هي المحرك للثورات وعدم الاستقرار هو فهم مغلوط لان هذه الحركات تعمل كرد على الفساد.
المراد ان الفساد هو المسبب الرئيسي لفعل الثورة وفعل عدم الاستقرار والمنتج الغضب والمطالبة بتغير السياسيين والأنظمة.
المشهد الكويتي يصلح كنموذج لهذه الدراسة، فالفساد كان ولا يزال أقوى الصور المحركة للحراك الشعبي.
واليوم تدعو حركة حشد الشعب الكويتيية للحضور لساحة الارادة لعرض صور الفساد والانتهاك لحق الأفراد في المساواة فمجموعة من النخب التجارية والمشيخية تتسابق بنسق عالي في عمليات السرقة والفساد وتتصارع نفس الأطراف الفاسدة في فضح بعضها البعض كأطراف تتنازع على كعكة الفساد لكن في نفس السياق يبحث الفرد عن جهات يستمع لما تقدم عن حقيقة هذا الفساد وكيف تعبر عن رفضه.
ان ما قدمه ارسطو من شرح لمفهوم الحرية يجعل من يقف ليرفض الفساد متحرك من منطلق رفضه ان تتعامل معه السلطة علي اساس العبودية فهو شريك في الدولة وله حق حماية نصيبه في ثروة المجتمع.
قف حيث تشاء من الأفراد والسياسين ولكن تقدم لساحة الارادة واسمع وعبر عن رفضك للفساد بل أنقد بعد ذلك من تريد من الحكومة او المعارضة
د. عبدالهادي العجمي
أستاذ التاريخ بجامعة الكويت
تعليقات