إيران وتركيا ذراعا واشنطن في المنطقة!.. هكذا يعتقد ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب يونيو 11, 2014, 1:43 ص 620 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / التحالف إلإيراني – التركي برعاية أميركية
ناصر المطيري
من التحركات السياسية اللافتة في المنطقة في الوقت الراهن هي الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أنقرة، وهي زيارة لها أبعادها الكبيرة في ظل ماتشهده المنطقة من تطورات، وكونها تعتبر الأولى لرئيس إيراني إلى تركيا منذ عام 1996. وقد كتبت صحيفة (اعتماد) الإصلاحية، في وصف هذه الزيارة بأنها لقاء تاريخي مع الجار اللدود وتساءلت : «زيارة تركيا بعد 18 عاما تنهي أثر السحر».
القراءة الأولية لهذه الزيارة التاريخية يمكن اعتبارها بأنها بمثابة وضع لبنة تحالف استراتيجي جديد في المنطقة، وان هذا التحالف هو برعاية أميركية غربية، فالولايات المتحدة بدأت تعيد رسم تحالفاتها السياسية وفق المتغيرات الراهنة والتطورات على الأرض في الشرق الأوسط.
رغم الاختلافات الواضحة بين أنقرة وطهران، سواء فيما يتعلق بطبيعة نظاميهما السياسي أو سياستيهما الخارجية، فإنهما يمكن أن يكونا حليفين للولايات المتحدة، يشكلان معا دعائم استراتيجيتها الجديدة في الشرق الأوسط. فتركيا تتمتع بموقع جغرافي فريد يمكنها من أن تكون بمثابة الجسر، ليس فقط بين الولايات المتحدة وإيران، بل بين إسرائيل والدول العربية، وربما بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.
وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، اتبعت تركيا سياسة خارجية تقوم على تحسين العلاقات مع جيرانها. وعلى الرغم من الخلافات التي نشبت بينها وبين إسرائيل، على خلفية حرب غزة 2008، فإنه لا يوجد أي بلد مسلم آخر يتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، كما هي الحال مع تركيا. لا يوجد أي دولة أخرى تحظى بقبول لدى كل من حماس وحزب الله وحركة طالبان، وتحظى بعلاقات جيدة مع إسرائيل ولبنان وأفغانستان في نفس الوقت مثل تركيا...
بعض المفكرين الأميركيين- ومنهم هنري كيسنجر- يرون أن التفاوض والحوار، وربما بناء شراكة مع إيران، يعد شكلا من أشكال الاستسلام، ونوعا من الإذلال لواشنطن.ولكن الواقع الراهن يشير إلى أن مصالح واشنطن الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن تتحقق دون تعاون إيراني. فإيران هي بالفعل قوة إقليمية في الشرق الأوسط، سواء اعترفت بذلك واشنطن أم لم تعترف.
ولعل الشواهد التاريخية لتحولات السياسة الأميركية في تحولاتها تذكرنا بالرئيس الأميركي الأسبق نيكسون عندما سعى للتقارب مع الصين في سبعينيات القرن الماضي، كانت بكين أكثر عدوانية للولايات المتحدة، مقارنة بإيران في الوقت الحاضر، ولم يمنع ذلك نيكسون من فتح صفحة جديدة مع بكين.
وعوداً على بدء يمكن أن نقولان القمة الإيرانية - التركية في أنقرة تأتي في إطار السياق السابق فالدولتان الكبيرتان في المنطقة هما ذراعا واشنطن الاستراتيجيتان في المرحلة القادمة، ومن خلال طهران وأنقرة سوف تمر كل الملفات الإقليمية السورية والعراقية واللبنانية وحتى الخليجية .
تعليقات