أماني العدواني تكتب عن - التصريحات الموسمية

زاوية الكتاب

كتب 582 مشاهدات 0


يطل علينا في نفس التوقيت من السنة مسؤولين أحدهم يتحدث عن عدم قدرة الجامعة على استيعاب خريجي الثانوية العامة والذين استوفوا جميع الشروط للقبول في الجامعة ... ثم يخرج علينا مسؤول آخر ويتكلم عن أعداد المسجلين في ديوان الخدمة المدنية والذي يفوق ثلاثة أضعاف الطاقة الاستيعابية لديوان الخدمة المدنية، وعدم حاجة الديوان لأصحاب بعض التخصصات الجامعية، مع العلم أنه قد  أطلق عليها مسبقا تخصصات نادرة ، ويأتي مسؤول آخر ويصرح بأن الأحمال الكهربائية قد فاقت المتوقع ويدعو لترشيد الاستهلاك و يلفت النظر إلى ضرورة القطع المبرمج ويدعو المواطنين للتعاون، فمن يقرأ هذه التصريحات يستشف بأن تعداد السكان في الكويت يفوق تعداد شعب الصين ، أو يتوقع بأن هذه التصريحات قد خرجت من مسؤولين في دولة فقيرة لاتمتلك أي موارد تؤهلها من حل مشاكلها وترميم بنيتها التحتية ، والمشكله أن هذه التصريحات أصبحت موسمية ، تظهر في موسم معين وتهدأ وتختفي في مواسم أخرى ، فهل تفتقر الدولة للاستيراتيجات التي تحدد وتوضح وترسم الخطوط العامة لسياساتها وقراراتها ، أم أن الدولة تفتقد الخبراء والاستشاريين والمتخصصين في كل مجال على حدة والذين من المفترض أن يمتلكون الخبرات التي تؤهلهم لإدارة تلك المشاكل ، فعلى سبيل المثال أصبح التوجه من المواطنين في الآونه الأخيرة للتوظف في العمل الحكومي بعد تقليل الحوافز المادية في القطاع الخاص وتساويها مع نظيرتها الحكومية وأصبح التركيز منصب على بعض المؤسسات الحكومية لتميزها عن الجهات الحكومية الأخرى ماديا وعدم تطبيق مبدأ العدالة في سلم الرواتب ، أما بالنسبة لبعض التخصصات الجامعية الغير مطلوبة في سوق العمل فالأولى أن يكون هناك تعاون  وتنسيق بين ديوان الخدمة المدنية والجامعات والهيئة العامة للتطبيقي  حيث يتم قبول الطلبة في التخصصات المطلوبة وإيقاف القبول في تلك التخصصات غير المرغوبة ، فنحن  لم نعد نطمح و نطلب  سياسة استباقية في حل المشاكل ولكن على الأقل نريد سياسة تفاعلية ، حيث تبرز المشكلة مرة ويتم التفاعل معها وحلها بشكل سليم ، فتمنع من الظهور مرة أخرى.

الآن - رأي / أماني علي العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك