مصر لا يمكن أن تعزل نفسها عن محيطها العربي.. هكذا يعتقد شملان العيسى
زاوية الكتابكتب أغسطس 5, 2014, 12:58 ص 641 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / مصر: الخيارات الصعبة
د. شملان يوسف العيسى
تشهد مصر جدلا محتدما في الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة حول دور مصر في القضية الفلسطينية وما تشهده غزة من مآس وجرائم ضد شعبها الاعزل.. جاءت ردود الفعل الاولية تجاه ما طرحه بعض الكتاب في الصحافة ووسائل الاعلام المصري ضد رفض حماس للمبادرة السلمية المصرية الداعية لوقف اطلاق النار والبدء في المفاوضات قوية، حيث طالب المعارضون لحركة حماس اتخاذ مواقف مؤيدة لإسرائيل والتخلي عن القضية الفلسطينية ومعاقبة حماس ومحاصرة غزة، الفريق العروبي القومي يرى بأن ما اطلقه بعض الكتاب المصريين أو مرفوض ولا يمكن قبوله ويرى هذا التيار بأن مصر رائدة العمل القومي العربي ولا يمكن التخلي عن القضية الفلسطينية وشعبها وترك غزة والمقاومة الفلسطينية بدون دعم أو تأييد ويرى هؤلاء بأن ليس كل الشعب الفلسطيني في غزة مؤيدا لحركة حماس وان على الجميع تفهم ما يحصل من قتل وتشريد وحصار وتجويع للاطفال.. وان هذه الجرائم المسؤول الاول عنها هم الصهاينة الفاشيين وحكومة الولايات المتحدة وليس الشعب الفلسطيني الاعزل.. فالقضية الفلسطينية لا يمكن حصرها بمواقف حركة حماس.
هذا الانشقاق داخل مصر يضع ضغطا كبيرا على الحكومة المصرية التي تواجه تحديات كثيرة ومتعددة وتحتاج الى قرارات صعبة على القيادة السياسية اتخاذها ومنها توضيح الالتباس الذي وقع في موقف مصر.. فمصر الثورة لا يمكن ان تساوي بين المجرمين الصهاينة وقتلة الاطفال مع ضحاياهم من الشعب الفلسطيني.. فمصر لا يمكن ان تنكر حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن ارضه وشرفه لا يمكن لاحد ان ينكر بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي يواجه تحديات صعبة اهمها الملف الامني المتمثل في تصاعد العمليات الارهابية في كل من العريش وسيناء واعلان تنظيمي «بيت المقدس» و«داعش» مسؤوليتهما عن الهجوم الارهابي على مركز الفرافرة.. ثم جاء تفجير خط غاز العريش وغيره من العمليات الارهابية المخطط لها لعرقلة نهوض مصر اقتصاديا.. ما يطمح اليه الارهابيون المتاجرون بالدين هو خلق حالة عدم الاستقرار في مصر وخصوصا ان الدول المجاورة لمصر تشهد نشاطا ارهابيا من جماعات إسلامية وحالة عدم استقرار في كل من ليبيا والسودان وقطاع غزة الفلسطيني.
السؤال هل تستطيع مصر كما يرغب الرئيس السيسي اعادة دور مصر القيادي في الشرق الاوسط.. وخصوصا ان الدول العربية بعضها يعاني حالة عدم الاستقرار والفوضى والارهاب والحروب الاهلية بعد ثورات الربيع العربي مثل سورية والعراق وليبيا والسودان واليمن.. بينما تشهد دول الاعتدال العربي وهي دول الخليج العربي والاردن والمغرب تدخلات واعمال شغب من جارتهم الكبرى ايران التي تدعم بعض الاحزاب والميليشيات الدينية والمذهبية في كل من العراق ولبنان والبحرين واليمن.
عمليا وواقعيا مصر لا تستطيع ان تلعب دورا اقليميا قويا وواسعا اذا لم تحقق نجاحا في دور الوسيط بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة وخصوصا ان دول الاعتدال العربي والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة يثقون بالواسطة المصرية.
نرى بأن مصر لا يمكن ان تعزل نفسها عن محيطها العربي فقوة مصر الحقيقية تكمن في تفاعلها ودفاعها عن قضايا العرب وعلى رأسها فلسطين فقوة مصر سابقا تنبع من قوتها على تحريك الشارع العربي.. فتاريخ مصر القديم والحديث يؤكد ريادتها للمنطقة العربية ولا يمكن لمصر ان تعيش منعزلة عن محيطها العربي.. لقد كان الراحل غسان كنفاني صادقا عندما قال «اذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالاجدر بنا ان نغير المدافعين لا ان نغير القضية».
تعليقات