الكويت بحاجة إلى انتفاضة قيادية!.. هذا ما يراه تركي العازمي
زاوية الكتابكتب أغسطس 5, 2014, 1:01 ص 1041 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الحاجة للفن الإداري!
د. تركي العازمي
اليوم الاثنين... الشهر سبتمبر... السنة 2010... المكان في مطعم مطل على شارع بارك رو في ليدز البريطانية، كان الحديث عن جزئية مهمة عن القيادة والادارة مع زميل أكاديمي يدرس في الجامعة!
ما الفرق بين الاداري والقيادي؟... سؤال طرحه الزميل وتذكرته اليوم بعد شكوى صديق من قيادي في احدى مؤسساتنا.
يقول صديقي... يا أخي «أزعجني... لا هو باللي راضي يوظف كفاءة ولا هو باللي مخلص الشغل»!
في البداية، مهمة القيادي هي روحانية تهتم بالجانب النفسي للتابعين له من مديرين وموظفين.. يوفر متطلباتهم، ويفترض أن تكون لديه الأساسيات الادارية... بمعنى هو معني برسم الخطوط العريضة لخطة العمل السنوية والاستراتيجية الخاصة بها وتوضيح الرؤية مع الخصال الشخصية من حسن اتصال وقبول وحالة معنوية تتيح للمديرين التابعين له بلوغ الأهداف المرسومة. ومن غير توافر طاقم اداري على حس عال من الاحترافية لا يمكن له توفير مناخ العمل الابداعي.
أما الحاجة للفن الاداري فهي في العادة لا تتوافر الا في القيادي صاحب الخبرة في العمل الاداري... فقدرته القيادية تجعله ملهما للمديرين التابعين له نحو فن اداري أشبه بصورة جمالية تظهر المؤسسة التابعة أمام المتابعين لأعمالها من جهات داخلية وخارجية. توظيف التكنولوجيا الحديثة مهم جدا فهي تساعد على التواصل السريع وتبادل المعلومات بيسر والتقارير المرفوعة تبدو أكثر احترافية!
والقيادي صاحب قرار... يحترم العامل الزمني وأخلاقيات المهنة وهو مؤتمن على الجهات التي تقع تحت اشرافه!
الشاهد. ان شكوى صاحبنا تؤكد ان الشهادة العلمية وان كانت مسبوقة بحرف الدال فهي لا تعني بالضرورة تملك شخص صاحبها للمهارات المطلوبة حيث الخبرة تلعب دوراً مهماً ناهيك عن تجارب الحياة (عامل الرشد)!
قيادي ولا يستطيع توظيف الكفاءات ولا ينجز... فهذا طبيعي!
في العادة، المديرون التابعون للقيادي هم من ينفذون الأعمال اليومية وهم من يحققون النتائج المرجوة من القيادي، والعتب هنا ليس على القيادي بل على من عين هذه النوعية من القيادات وهي أحد أسباب تدهور الانتاجية في مؤسساتنا العام منها والخاص!
لذلك. نحن في الكويت أحوج الى انتفاضة قيادية... تبدأ من تغيير معظم القياديين واستبدالهم بالكفاءات (درجة علمية مصحوبة بخبرة ومهارات شخصية)، وهذا التمكين وان حصل فسيساعد أصحاب القرار لعمل ثورة تحولية في مفهومي القيادة (الرؤى) والادارة (تحقيق الرؤى).
نعاني من سوء اختيار القياديين والاداريين... ومن غياب الفن الاداري وزد عليها رداءة النظم الادارية المعمول بها في «الخدمة المدنية» التي الى هذه اللحظة لم تنته من الوصوف الوظيفية السليمة والمميزات الوظيفية التي تحفز الجانب الابداعي لدى القياديين والاداريين والموظفين كذلك!
اننا نتحدث عن اعادة هيكلة كاملة للمنظومة الادارية وهيكلة الاقتصاد المعتمدة على النفط... يعني نحن نفتقر الى قياديين أصحاب رؤى وهذا سبب تأخرنا عن الركب... والله المستعان!
تعليقات