طلال علي الفضلي يكتب - شصار على قضيتك ؟

مما لاشك فيه أن ( العرف ) الدارج في مجتمعنا الكويتي خاصة ، أنه بعد أداء التحية ( السلام عليكم ) يكون السؤال غالباً ( شلونك ؟ شخبارك ؟ ) ، ولكن قد يستغرب البعض أنه في الأربع سنوات الأخيرة أصبح السؤال بعد أداء التحية ( شصار على قضيتك ؟ )

ويقصد بالسؤال هنا هو قضايا التجمهر تحديداً - وهو الاسم القانوني لها ( أو كما يحلو للبعض تسميتها ' مظاهرات ' وما يندرج تحتها من اتهامات أخرى ) التي لا تكاد تخلو أغلب القبائل والعوائل من اتهام أحد أبناءها بهذه التهمة .

لقد أصبحت قضايا التجمهر جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ، فتجد قاعات قصر العدل قد امتلأت بالمتهمين بشكل يومي ، ولا يخلو مكان من متجمهر ( الديوانية ، الدوام ، المقهى ، ..... إلخ ) فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، فالذي قضى نحبه إما أن يكون بالبراءة ( وهو أوفرهم حظّاً ) ، السجن مع النفاذ ، السجن مع وقف النفاذ ، السجن مع الإبعاد ، الغرامة المالية ... أما الذي ينتظر فكان الله بعونه .

رغم اختلاف جميع شرائح وأطياف المجتمع الكويتي فيما بينهم بالعادات والتقاليد والأفكار ، إلا أنهم اتفقوا في هذه القضية ، فتجد المتهمون ( سنة - شيعة - بدو - حضر - كويتيون بدون ) ، وحتى الأخوة الوافدين أصبح لهم نصيب فيها .
شهر فبراير هو شهر الأعياد والأفراح في دولة الكويت ، والعفو من شيم الرجال .