'مصيبة'.. صالح الشايجي واصفاً الإيمان والتسليم بوجود 'داعش'

زاوية الكتاب

كتب 421 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  ويسألونك عن 'الشرعية'

صالح الشايجي

 

ما أصعب الولوج الى موضوع الموت ولوجا مباشرا، يصدم القارئ ويضع الكاتب موضع الغلظة والجفاف وموات الحس.

ولكن وقد صار هذا الموت دأبا يوميا ويتزيا بأزياء كثر ويتلون بطيف من ألوان ويأتي طائرا أو زاحفا، فإن هذا الواقع الأسود يخفف عن الكاتب عناء المباشرة ويرفع عن كاهله وطأتها الثقيلة البليدة.

ألف سلام لمن هُجّروا وأسروا وبيعوا في سوق النخاسة على أيدي «داعش» وألف سلام لمن أزهقت «داعش» أرواحهم من جميع الجنسيات والأديان والملل.

للمسلم منهم وللمسيحي ولليهودي وللبوذي ولأي معتنق ديانة أو حتى غير معتنق ولا معتقد، فالروح الانسانية واحدة، والمعتقدات والملل والاوطان تختلف.

وآخر من شهدنا موته من سلسلة المقتولين والمذبوحين والمحروقين على أيدي «داعش» هو الطيار الأردني معاذ الكساسبة وهو الأول كما علمت في القتل حرقا بين الآلاف الذين أزهقت أرواحهم على أيدي «داعش».

لن أعيد المشهد ولن أكرر ما قيل، سأتجاوز ذلك الى هذه! وما هذه إلا أننا جميعا وبالدرجة الأولى نحن العرب والعالم معنا، نبدو وكأننا قد استسلمنا وقبلنا وقائع «داعش» وتفننها في القتل والصلب والنحر والحرق، وقبل ذلك في التهجير والأسر والترويع وبقية الجرائم.

كأنما جرى تطبيع بين نفوسنا وتلك الجرائم، فلم نعد نهتم لهولها وبشاعتها ولا حتى لكونها أمرا غير طبيعي، فكيف لعصابة مسلحة تحتل مساحات تفوق مساحات عدة دول مجتمعة وتتحكم بأهلها وتفعل وتبطش، وهو الأمر الذي لم تسبقه اليها كل العصابات المسلحة التي عرفناها في عالمنا الحديث، فلا الجيش الأحمر الياباني فعل ذلك ولا الألوية الحمراء الإيطالية ولا بادر ماينهوف الألمانية؟! وأسئلة كثر تلوح في الهواء ويمضغها النسيان.

ما يثير دهشتي واستغرابي هو ذلك البحث المجنون في «شرعية» ما تفعله «داعش» وهل له نص يجوزه في الإسلام؟ وهل سبقها اليه أحد من خلفاء المسلمين؟ وما الى ذلك من أسئلة هي في الحقيقة تتجاوز السؤال الأول وهو عن شرعية «داعش» ذاتها.

كأنما هناك من يريد التخفيف عن «داعش» ذنوبها ليجد لها المسوغ الشرعي فيما تفعله متجاوزا عن شرعية وجودها على الأرض.

هنا تكمن المصيبة وهنا يتولد الألم وهذه هي المأساة الحقيقية وهي الايمان والتسليم بوجود «داعش» والمشكلة فقط في شرعية طريقة ذبحها للناس وما إذا كانت تتوافق مع الشريعة أم لا؟!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك