حب الوطن لا يعني الرقص في 'ملهى' الحكومة.. يكتب صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2015, 11:36 م 830 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - إبراء ذمة
صالح الشايجي
إن عدم بلوغنا الكمال، لا يجعلنا نقصر عن المطالبة به.
يؤسفني أن البعض منا وربما أكثرنا، يخلط المفاهيم خلطا عشوائيا بعيدا عن الحقيقة.
ذلك «البعض» أو «الكثير» ممن أقصد، هم الذين يخلطون بين «الدولة» و«الوطن» ولا يفرقون بينهما.
فاذا ما كتبنا أحيانا نخطّئ قرارا حكوميا أو واقعا سيئا ناتجا عن قرار حكومي سيئ، ينبري لنا من هم واقعون ضحايا لهذا الخلط، فيشككون بوطنيتنا ويعتبرون أننا تنكرنا لوطننا، وأقمنا على شرفه حفلة شتم وندب!
من الصعب حرف الناس عما هم فيه من فكر أو اعتقاد خاطئ، لذلك ـ ولإيماني بهذه الحقيقة ـ فما عدت أجادل أحدا ممن أظن أنهم رهن التفكير الخاطئ، وأتحمل آراءهم فيّ وربما تسفيههم وشتمهم لي، دون أن أنبري برد أو حتى كلمة يتيمة، ليقيني بعجزي عن تصحيح ما هم فيه من غفلة وصدود عن الواقع ولإدراكي عجزهم عن مغادرة تلك المساحة الضيقة من الفهم التي حبسوا أنفسهم فيها.
حبي لوطني، لا يعني رقصي في «ملهى» الحكومة والقفز على حبال «سيركها» ولا يعني تصفيقي لكل ما يصدر منها، ولا طربي لصوت متحدثها، يعلن لنا ما اتخذت من قرارات وما ستتخذ.
إننا كمواطنين أولى بالوطن من الحكومة، ونحن وإياها شركاء في هذا الوطن الذي لنا فيه أكثر مما للحكومة.
إن «الوطنية» هي حب الوطن، لا حب حكومته، بدليل أن الحكومات زوّالة، بينما البقاء للوطن، الوطن هو الباقي وهو الثابت.
الوطن هو إرثنا من آبائنا وأجدادنا، وهو أيضا إرثنا الذي نخلفه لأبنائنا وأحفادنا.
وحينما ننشد الكمال لوطننا فليس بالضرورة أن نكون بالغيه، ولكن التعلق بحبال الكمال، خير من التمسح بواقع سيئ ضار بالوطن.
إذا ما كنت ضد قرارات أو قوانين جائرة وغير دستورية ولا تحقق الكمال لوطني وتضيق الخناق على الناس وتحد من مساحة الحرية، فهذا لا يعني أني لست وطنيا، بل لو أنني تملقت هذا الواقع وامتدحته، حينها أكون غير وطني لا العكس.
رغم تيقني بأني «محضت النصح لغير سامعيه»، فإني أفعل ذلك من باب إبراء الذمة ليس إلا'!
تعليقات