التوتر التركي العراقي بوجهة نظر دالي الخمسان أزمة مصطنعة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 24, 2015, 1:08 ص 581 مشاهدات 0
بقلم: دالي الخمسان
هناك ربط كبير بين كل المشاكل السياسية التي تمر بها المنطقة وأي تحرك سياسي أو أزمة تحدث بين الدول فهناك محركون سياسيون لكل الأزمات ويجب على الجميع معرفة أنه لا بد أن يكون هناك لاعب رئيسي «ذكي» ومحرك سياسي «بارع» يعمل وفق المصالح التي يراها من وجهة نظره.
الأزمة «المصطنعة» بين الجارين تركيا والعراق مفادها بأن القوات التركية دخلت شمال العراق منذ حوالي سنتين لتدريب القوات العراقية وبطلب عراقي كما تقول تركيا وبمباركة أميركية، وقد ساهمت في تدريب القوات العراقية والحشد الشعبي في الموصل وقد طلبت بغداد خروج هذه القوات وقررت ان هذا الدخول غير شرعي واعتبرت ذلك انتهاكا صارخا لأراضيها والسؤال لماذا استيقظت بغداد بعد سبات عميق عن دخول القوات التركية؟
هناك تأكيد بأنه توجد موازين سياسية في المنطقة وان هذا الاستيقاظ العراقي جاء بعد التوتر الشديد بين تركيا وروسيا بسبب إسقاط الطائرة الروسية، إذن هناك لاعبون سياسيون يحركون الأزمات لمصالحهم وأجندتهم وهناك تحالفات بين الدول قد تتسبب في المزيد من التوتر وزرع الخلافات.
التطورات في هذه الأزمة هي احتمال لجوء بغداد إلى مجلس الأمن بشكوى ضد تركيا لانتهاكها الأراضي العراقية، وقد تخرج تلك القوات بقرار دولي وقد تتمكن الديبلوماسية الحكيمة من حل هذا التوتر بين الدولتين الإسلاميتين.
على الدول صاحبة القرار والحياد اتخاذ الحيطة والحذر في أن تلعب دورا مساعدا لمصالح وأجندة غيرها وألا تكون «حطب دامة» تحركه هذه القوى أين ما تشاء ووقت ما تشاء.
هل تنجح السياسة في التعامل مع تلك الأزمة وإنهائها بالطرق السلمية لمصلحة الشعوب أم تنتصر تلك القوى المحركة للازمات في المنطقة بالوصول إلى أهدافها وتحقيق مصالحها؟ هذا ما سوف نترقبه في قادم الأيام.
تعليقات