الحصى الطائر

زاوية الكتاب

فساد جديد وخلط مواد وغياب التحقيق- يكتب عنه زايد الزيد

كتب 3403 مشاهدات 0

تطاير الحصى

مجددا، تعيش معظم الشوارع في البلاد فسادا فريدا من نوعه يتمثل بظاهرة «الحصى الطائر» بعد كل موجة أمطار تهطل علينا، ففي الوقت الذي نستبشر فيه خيرا بنزول الأمطار، بات ذلك نقمة وضررا على مستخدمي الشوارع من قائدي المركبات، فـ «الحصى الطائر» في الشوارع تسبب ومازال في تخريب المركبات وخاصة في واجهاتها الأمامية بتحطيم وتهشيم وتكسير الزجاج، مما يترتب عليه تحميل قائدي المركبات أعباء مالية لإصلاحها وتبديلها في ظل ارتفاع جنوني لقطع غيار المركبات وخاصة الحديثة منها.
والحقيقة، أنه من الطبيعي أن يستمر هذا المسلسل من الفساد الصارخ. ومن الطبيعي أن تعود ظاهرة «الحصى الطائر» لأنه لم يُحاسب أحد عليها في شتاء العام الماضي وما قبل العام الماضي، فمشكلة الحصى الطائر «لفتت الانتباه منذ نحو عامين من دون أن نعرف حتى اليوم ما هو مصير لجان التحقيق المشكلة لمعرفة المتسببين في هذه الفضيحة - دع عنك محاسبتهم - والأمر المهم، نريد ان نعرف هل عاقبت وزارة الأشغال شركات المقاولة وحاسبتهم أم مازالوا مستمرين في أعمالهم؟ طبعا الاجابة معروفة بالنسبة لنا، لكننا نريد أن يخرج مسؤول ليتحدث عما تم في العامين الماضيين! والحقيقة الأكثر إيلاما، أن هذا الفساد الذي يستمر نهارا جهارا وعلى مرأى ومسمع من مسؤولي الجهات المعنية يأتي تطبيقا لمقولة «من أمن العقوبة أساء الأدب».
والحديث عن قضية «الحصى الطائر» سهل وبسيط، فهو فساد صارخ لبعض الشركات التي تقوم بمشاريع سفلتة الطرق، فهناك مادة «البيتومين» وهي المادة الاساسية في الاسفلت، فان تم وضع هذه المادة بالمواصفات القياسية العالمية يصبح الاسفلت متماسكا، ولكن بعض الشركات التي تتعامل مع عقود الطرق والشوارع، تقللها لأجل التوفير المادي لصالحها، وهذا - ببساطة - ما تسبب في حدوث ظاهرة «الحصى الطائر» وذكرناه في تفاصيل واسهاب في مقالات سابقة في بداية العام الماضي، فالقصة تكمن في التقليل من وضع مادة «البيتومين» في الخلط مع الحصى، لأنه كلما زاد وجود «البيتومين» في الخلطة فإن ذلك يجعل الخلطة متماسكة أكثر لأنها ذات لزوجة عالية.
إن السبب الذي ساقه مسؤولو وزارة الاشغال العام الماضي حينما ظهرت الفضيحة للعلن هو أن السبب كثرة الأمطار، وهو كلام مضحك مبكٍ، يدل على سوء حال ادارة البلد، فبلاد أوروبا ووسط وشرق آسيا وغيرها الكثير من دول العالم تعيش موجات غزيرة من الأمطار على مدار العام، فهل سمعنا أو رأينا عن تعرض شوارعهم وطرقهم للحصى الطائر، حقا قاتل الله الفساد والمفسدين.
وللحديث بقية

النهار - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك