حمد الجاسر: تضخم الأنا وعلاقة القائد بالتابع مشكلة المعارضة الكويتية
زاوية الكتابكتب يوليو 22, 2007, 6:53 ص 479 مشاهدات 0
ترميم المعارضة الكويتية
كتب:حمد الجاسر
في أوج اتحادها نجحت المعارضة البرلمانية الكويتية في انتزاع واحد من أهم
الاصلاحات السياسية تاريخيا، وهو تقليص الدوائر الانتخابية، كان هذا في مايو
2006 ومع قائمة التسعة والعشرين نائبا وحركة «نبيها خمسة» ولجوء الحكومة الى
انتخابات جديدة رفعت رقم المعارضة في المجلس من 29 الى 34، أي أغلبية مطلقة
للمرة الأولى في مسيرة العمل البرلماني.
منذ ذلك الحين لم تسر الأمور نحو الأفضل رغم اننا نشهد حكومة هي الأضعف في
تاريخ الكويت وكان يفترض ان تقدم المعارضة المتغلبة عدديا نفسها في شكل قائمة
من الاصلاحات القانونية والدستورية وأن تضرب الحديد وهو ساخن لانجاز ما لم
تحلم مجالس سابقة بانجازه، لكننا نكتشف الآن ان وحدة المجموعات السياسية في
مايو 2006 كانت حالة استثنائية وشاذة وانها كانت وليدة ضغط الشارع الكويتي لا
نواب المعارضة الذين نعلم الآن ان ما يفرقهم أكثر مما يجمعهم.
ان تضخم الأنا الشخصية والفئوية عند بعض نواب المعارضة يبدو أقوى من أي رغبة
في الانجاز السياسي الوطني، وهذا يبدو واضحا في علاقة «القائد والتابع» الذي
يريد نواب وتجمعات فرضها على نواب آخرين في صف المعارضة، نواب يمارسون
السياسة على طريقة «من ليس معي فهو ضدي»، نواب يعلنون العداء على من يتفق
معهم بنسبة 90 في المئة لأنه ليس متفقا بنسبة 100 في المئة، كيف بامكان هؤلاء
أن يصنعوا معارضة متماسكة قادرة على الانجاز؟
وفي تجربة استجواب الوزير علي الجراح مثال على ذلك، اذ تبين ان تهجم بعض قوى
المعارضة على قوى أخرى هو هدف استراتيجي لها وليس مجرد سوء تفاهم موقت أو
اختلاف في وجهات النظر، ورأينا مجموعة معارضة تضرب مجموعة زميلة لها وتحاول
إخراجها من نطاق المعارضة وتطعن في صدقيتها بصورة لا تترك مساحة لتفاهمات
مستقبلية، فأين النضج السياسي؟ فاذا كانت أبرز فئتين في المعارضة بينهما مثل
هذه العلاقة فكيف نتوقع ان تنجح المعارضة في انتزاع اصلاحات كبرى من الحكومة؟
واذا كان جل اهتمام بعض النواب هو ضرب واحراج زملاء لهم واحتكار البطولة أو
ادعاءها وتصفية حسابات قديمة فهل هذه معارضة وطنية أو مجرد انتحال أدوار ولعب
بأوراق؟
ومما يعقد من الصورة ان تعبيرا مثل «حكومي» الذي كنا نصف به نوابا، سابقا، لم
يعد واضحا الآن لأنه توجد فعليا أكثر من حكومة خصوصا في ظل خلافات اقطاب
الأسرة الحاكمة، فكل مجموعة برلمانية هي «معارضة» بالنسبة إلى هذا القطب في
الأسرة لكنها «حكومية» مع قطب آخر، والمجموعة المنافسة لها هي «معارضة»
و«حكومية» أيضا
الوسط
تعليقات