هناك نواب يبحثون عن بطولات زائفة ومصالح شخصية دون الالتفات الى المصالح العليا للوطن.. بوجهة نظر يوسف حجي

زاوية الكتاب

كتب 675 مشاهدات 0


النهار

قلم جاف- حلبة مجلس الأمة

يوسف حجي

 

من خلال متابعتنا المستمرة لجلسات مجلس الامة منذ انطلاق الفصل التشريعي الحالي وقبل نحو ثلاث سنوات لم نر في حقيقة الامر أي انجازات فعلية تذكر باستثناء بعض المكتسبات التي لم تكتمل فصولها الى الان.

وفي الحقيقة ينتابنا شعور بان بعض نواب مجلس الامة قد وصلوا الى كراسيهم في غفلة من الزمن وتجاوزا من بعض الناخبين الذين لم يكترثوا أساسا بالانتخابات التي جرت تحت ظل المقاطعة التي أفرزت هؤلاء.

ويبدو ان اعضاء مجلس الامة قد حادوا عن وظائفهم ومهامهم التي اوكلها اليهم الشعب في ظل دستور كفل حقوق المواطنين اجمع، الا ان بعض النواب وللأسف لم يلتزموا بتلك الاهداف والوظائف وبدأوا يبحثون عن بطولات زائفة ومصالح شخصية دون الالتفات الى المصالح العليا للوطن والمكتسبات الشعبية لمواطن والتي باتت في ذيل اولوياتهم.

التهم التي نسوقها الان ليست من باب الهجوم الشخصي او التجني على نواب الامة وانما هي نظرة شعبية لما ألت اليه الامور ووصلت الى حد لا يطاق.

ما جرى ويجري الان تحت قبة البرلمان من كيل التهم جزافا والمساجلات الكلامية والتشابك بالايدي والصوت العالي كلها مؤشرات على ان ديموقراطيتنا التي نعتز بها والتي كانت مثالا لديموقراطيات المنطقة، اضحت في خطر وأصبح مصير المواطن الكويتي مرهونا بثلة ممن يفترض أنهم ممثلون حقيقيون همهم الارتقاء بمعيشة المواطن والحفاظ على مكتسباته دون الاخلال بمصالح الدولة ومكانتها، ولكن للاسف تحولت قاعة المجلس الى حلبة من المصارعة وتصفية الحسابات وإطلاق الكلام غير المسؤول وعدم جدية بعض النواب في مناقشة القضايا الاساسية التي تهم المواطنين بعد قضاء الوقت في حفلة للسب والشتم.

قضايا رفع الدعم والاستجوابات المفترض أن تأخذ وقتا كافيا من البحث والمناقشة باتت على هامش الجلسات وأصبح المنافس لها قضايا ليست من صلب مهمة النائب في التشريع والمراقبة.

والتساؤل الذي يسأله المراقب، ما الفائدة التي يجنيها المواطن من هذه التصرفات التي تصدر من بعض ممثلي الامة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ تهم بالسرقة الى الطعن في الشرف واتهام بالقتل وتمرير بعض الصفقات كل ذلك هو اهدار للوقت ومضيعة لحقوق المواطن في البحث عن حلول لما يواجه من ازمات مستمرة.

الحقيقة المرة التي لابد ان تقال في مثل هذه الاوضاع التي باتت عبئا على المواطن أن الشعب أصبح مستاء من النواب لدرجة الكفر بالديموقراطية بعد ان شوهت وستترجم في قادم الايام الى حلول غير مرضية للمتسلقين على الديموقراطية وحقوق المواطن.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك