ترشيد .. فارغ
زاوية الكتابلا مصداقية لادعاءات الحكومة بالترشيد مالم تبدأ بنفسها - يكتب زايد الزيد
كتب يونيو 2, 2016, 12:02 ص 2982 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة - ترشيد.. فارغ
زايد الزيد
منذ شهور مضت، لم تتوقف تصريحات الحكومة ومسؤوليها وجهاتها العامة عن نغمة الترشيد وما اتخذته من اجراءات تجاه المواطن البسيط في ظل تهاوي أسعار النفط وتذبذبها من وقت الى آخر، وعلى الرغم من هذه التصريحات الحكومية المتواصلة، لم تقم حتى اليوم باجراء جدي واضح يُعنى فعلا بمفهوم الترشيد بالصورة الصحيحة، فالترشيد الحقيقي يبدأ من داخل البيت الحكومي باجراءات جدية تمس مصروفات الوزراء وكبار المسؤولين ونفقاتهم ومكافآتهم وليس الترشيد على حساب قوت المواطن العادي، وهذا يؤكد عدم مصداقية ادعاءات الحكومة بالترشيد مالم تبدأ بنفسها.
وما يؤكد ذلك هو ما قامت به مؤسسة البترول الكويتية أخيراً بالادعاء بالترشيد في مصروفاتها، ولكن بدلا من أن يكون الترشيد في صلب المصروفات الحقيقية لها من خلال مميزات كبار المسؤولين أو المديرين وما يصرف لهم من نفقات وميزات مالية، جاء الترشيد بشكل مضحك ويدعو للرثاء في آن واحد، فلقد أصدرت مؤسسة البترول تعميما اداريا موجهاً الى جميع موظفي المؤسسة توقف بموجبه تزويد المديرين بالصحف والمطبوعات، حيث جاء بالتعميم «انه وفي ظل توجه الدولة نحو ضبط وترشيد الانفاق لمواجهة الاوضاع الاقتصادية الراهنة، وايماناً من دور المؤسسة بترشيد الانفاق فقد تقرر ايقاف تزويد الموظفين بالصحف»، فعن أي ترشيد يتحدثون؟ وعلى مَنْ يضحكون؟
والحقيقة، أن الترشيد الحقيقي يكمن في حصر الخسائر المالية التي تحققت في أكثر من مشروع نفطي وبلغت مليارات الدنانير، وهي خسائر طالت المال العام وانتهكته في وضح النهار، وللأسف لم يحاسب فيها أحد، بل ان الترشيد الحقيقي أيضا يكمن في الغاء جوانب التبذير والاسراف الكبيرة والكثيرة بدل الذهاب الى جانب بسيط وهامشي وهو تزويد المسؤولين بالصحف، فهذا لايعد الا محاولة لصرف النظر عن المشكلة الأعظم التي تتمثل في سوء الأداء والادارة.
تعليقات