عبداللطيف الدعيج: مو وقت الأحزاب
زاوية الكتابكتب يوليو 25, 2007, 8:20 ص 496 مشاهدات 0
كلش مو وقته
25/07/2007 بقلم: عبداللطيف الدعيج
النائب علي الراشد اوضح ان توزيعه مسودة مشروع قانون لإنشاء الاحزاب هو ليس
صياغة لهذا القانون بقدر ما هو ارضية للتشاور والتناقش حول مواد القانون
المقترح لانشاء الاحزاب. ارى ان الامر الذي يجب ان يتم التوقف عنده بترو هو
فكرة انشاء الاحزاب ومدى توافقها والدستور والنظام والوضع السياسي للبلد.
دستوريا ليس هناك ما يمنع المشرع من اباحة انشاء الاحزاب، لكن، هناك تحفظ
واضح في الامر. فالمشرع الدستوري الكويتي حرص، كما نصت المذكرة التفسيرية،
على الا تكون هناك ثغرة يصبح انشاء الاحزاب بموجبها الزاميا. اي انه كان يميل
الى التروي في ذلك الوقت وحظر انشاء الاحزاب الى وقت افضل.
نظام البلد يميل الى النظام الرئاسي، حيث يتفرد رئيس الدولة بحق تعيين رئيس
مجلس الوزراء على عكس الانظمة البرلمانية التي يشكل فيها الحزب او من يملك
الاغلبية الحكومة . لهذا فإن انشاء الاحزاب وامتلاك حزب للاغلبية لن يغير في
الامر شيئا، ولن يعطي هذا الحزب حقا ليس متوافرا الآن. ان اشهار الاحزاب دون
تغيير المادة 56 من الدستور هو عبث و ترف لا داعي له. بل هو سيتحول الى احراج
لرئيس الدولة الذي سيختار رئيس مجلس الوزراء، حيث سيعني اختياره محاباة
الجماعات او الطوائف او حتى القبائل ما لم يتم هذا الاختيار على اساس برلماني
صرف. اي ان يختار البرلمان باغلبيته الاغلبية الفائزة.
اوضاعنا ربما كانت تسمح في بداية الستينات بإنشاء الاحزاب، او قبل ان تعبث
السلطة بالنظام الانتخابي والديموقراطي بشكل عام. كانت انتماءاتنا في
الستينات سياسية، وطنية وقومية وحتى اممية، ومع هذا ارتأى المشرع التأكيد على
الا يكون انشاء الاحزاب الزاميا. هذه الايام انتماءاتنا بفضل التدخل السلطوي
قبلية ودينية وجمعية ايضا، حيث حاولت حركة 'حدس' تكتيل احدى الطوائف او
العوائل مؤخرا في حزب، فهل من المناسب بالفعل السماح بإنشاء الاحزاب في ظل
هذه الاوضاع..؟!
مع الاسف نحن بحاجة الى نصف قرن آخر من التجربة والتأمل. فديموقراطيتنا لم
تقف عند وضعها في الستينات بل هي تراجعت بفضل الهجمة السلطوية والقبلية
والدينية.. فمن هنا والى ان يتكون وعي وطني وسياسي سيكون من الافضل ان تبقى
الاحزاب او بالاحرى القبائل والطوائف خارج اطار الشرعية والقانون، ومن الافضل
ان يتولى الادارة رئيس وزراء مدعوم من امير البلاد.
جماعاتنا وقبائلنا وطوائفنا حاليا مطفرين رئيس مجلس الوزراء، شلون راح يكون
الوضع مع رئيس مجلس وزراء متفوق بمقعد او اثنين.؟!
القبس
تعليقات