لن تحترمنا شعوب العالم ما لم نضع لأرواحنا قيمة كسائر البشر.. بوجهة نظر علي الحويل
زاوية الكتابكتب أغسطس 1, 2016, 11:15 م 441 مشاهدات 0
الأنباء
الزاوية- هل ميركل على حق؟!
د. علي الحويل
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أسابيع قليلة تعليق للمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل تزدري فيه المسلمين فتقول مستنكرة إن «الهنود لهم 600 إله والصينيين كذلك، ومع ذلك فإنهم يعيشون في سلام بينما المسلمون يعبدون إلها واحدا ويتبعون نبيا واحدا ويؤمنون بكتاب واحد ولا يتوقفون عن قتل بعضهم البعض» انتهى كلامها!
لقد صنع متطرفونا من الاسلام مادة للتندر وإطلاق الاحكام عليه عبر ممارستهم لشعائر أدخلوها عليه وحملوه فهمهم الخاطئ له وادعوا وجود اصل فيه يلزمهم بتكفير وقتل المسلمين إرضاء لله عز وجل!
وها هي ميركل وهي تزدري سلوك المسلمين تغمز وتلمز بأن مصدر هذا السلوك هو الاسلام كما تود ان يكون، متناسية في زهوها على الاسلام تاريخ الشعب الألماني الذي أشعل، بدعوى تفوق العرق الآري وتفوق المسيحية في ألمانيا على الأعراق والاديان الاخرى، حربين عالميتين بلغ عدد ضحاياهما عشرات الملايين من القتلي ودمرتا ثلث العالم المعمور إضافة إلى تخريب اقتصاد الثلثين الآخرين.
فقد غزوا أهم عواصم أوروبا فدمروها وقتلوا وهجّروا أهلها وبالرغم من هزيمتهم في الحرب العالمية الاولى فقد عادوا بعد قرابة العشرين سنة بنفس المزاعم الفوقية وابتدأوا الحرب العالمية الثانية فقتلوا ودمروا أضعاف ما قتلوا ودمروا في الاولى.
وفي الحربين كانت ضحاياهم يعبدون نفس إله الالمان ويتبعون نفس الرسول عليه السلام ويقرأون نفس الكتاب المقدس بل والكثيرون منهم ينتمون إلى نفس العرق الآري.
الحقيقة ان خوارج المسلمين ومتطرفيهم، بسلوكهم العشوائي ورؤيتهم العدوانية القاصرة لبعضهم البعض وعجزهم عن الفهم الصحيح لدينهم واستخدامهم لآيات القرآن وأحكامه على أنها مبررات الهية للقتل، قد نال منهم واضعفهم فهانوا على انفسهم وعلى العالمين، فكان للسيدة ميركل ان تقول ما قالته بحقهم وبحق إسلامهم.
في إحدى زياراتي إلى ألمانيا دعيت لزيارة شركة روشه لصناعة الادوية (Roche) وهي احد عمالقة الصناعات الدوائية في العالم وتمتلك الكويت جزءا مهما من أسهمها، حيث كان في استقبالي احد أعضاء مجلس الادارة وهو عالم مرموق دمث الاخلاق ويتميز بالمرح والبساطة وفي طريقنا إلى مقر الشركة في ميونيخ في الغابة السوداء أجمل بقاع ألمانيا قال لي: هل تعرف يا دكتور أني اضطررت لسحب لوحات من مكتبي ومكتب الرئيس خوفا من أن تغضبك؟! واسترسل قائلا: كنا قد علقناها بعد ان اشترت الكويت هذا الجزء الكبير من الشركة! واستأذنني في تهذيب أبله ان يكمل روايته التي يعتبرها هو طريفة، وبعد أن أذنت له اكمل يقول إن اللوحات يظهر فيها بدوي واقف بالقرب من خيمة مهلهلة وبعيره مربوط إلى انبوب ضخم للنفط ينتهي الانبوب في مكتب رئيس الشركة حيث تندفع منه أوراق نقدية عديدة هي التي اشتريتم بها انتم الشركة واستغرق في الضحك في بله غريب.
هذه هي الفوقية الالمانية في اقصي درجات التهذيب!
تبقى الحقيقة التي يجب ألا يصرفنا الغضب ولا محاولة انكار أخطائنا عنها، وهي اننا لن تحترمنا شعوب العالم ما لم نضع لأرواحنا قيمة كسائر البشر فلا نقتل أرواحنا التي حرم الله لمجرد خلاف في وجهات النظر.
ميركل، ليس لمثلك ان يقول هذا!
ملاحظة:
نحمد الله على التأكد من أن قاتل «الاوليمبيا» في ميونيخ مراهق ألماني من أصل ايراني أي أنه آري العرق، وإلا كنا اضطررنا إلى سماع قدح ميركل في الاسلام ثانية ببلاهة الالمان وتناقضهم.
تعليقات