لقد تركنا صنع التاريخ إلى غير أهله!.. بوجهة نظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 401 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف- من يصنع التاريخ...!

د. تركي العازمي

 

إذا كنا نعلم ان صفحات التاريخ فيها ما يسر الخاطر وما يغضب العاقل... أعني التاريخ الذي احتوت صفحاته على جوانب مشرقة من حياتنا صاغها الأذكياء الأوفياء لأوطانهم عندما كانت الكويت «عروس الخليج».

إنه محصلة طموح أفرز مبادرات قابلة للتطبيق، وعندما تابعت ما وصلني من مقتطفات لمقابلة السيد محمد السنعوسي وزير الإعلام السابق مع تلفزيون «الراي» حول السياحة، قال «الكويت فيها مكانين يصلحان للسياحة، سوق الجمعة وسوق المباركية»... وإن ما لاحظه من تصورات البعض حول تطوير السياحة لم يرق إلى ما هو مطلوب، وذكر «طموح الشباب... كب كيك»... إذن نحن في مشكلة !

لو قيل لي رأيك في السياحة لطالبت بالآتي:

إنشاء مدينة سياحية جنوب البلاد أو غربها أو شمالها ويخصص لها طريقا سريعا، وفي هذا المدينة يتم تشييد مدينة سياحية متكاملة مزروعة بالكامل ومحاطة بتكييف مائي وكل قطعة يطلق عليها «حي». فعلى سبيل المثال، «الحي الكويتي/الخليجي» و«الحي الأوروبي» و«الحي الشامي»، وفي المنتصف سوق حرة، وتعمل هذه المدينة السياحية خلال الأشهر المعتدلة مناخيا ويتوقف العمل بها صيفاً!

ولو فكرت أيضا لأنشأت مستشفى عالميا ومنتجعا صحيا وجامعة عالمية، إسوة بما هو معمول فيه بالدول المتقدمة في هذا المجال، وعوضاً عن استثمار في الخارج نستطيع ووفق المعايير الدولية أن نصنع تاريخا سياحيا وصحيا وتعليميا وتجاريا في الكويت.

الطموح صفة لا يملكها الكثير،فهي هبة من الله لا علاقة لها باسمك... إنها السبيل إلى الإبداع والإبداع، هو من يصنع التاريخ في عصرنا الحديث.

لقد تركنا التاريخ وأعني هنا تاريخ الإبداع لغير أهله... فجاءت المحصلة بخدمات تقدم لا ترقى إلى المستوى ومشاريع تنفذ والعيوب «راكبتها» ولا نستطيع إنزالها.

من يقول إن الكويت لا تمتلك المقومات مخطئ، وإن كان السيد السنعوسي محقاً في ما طرحه وفق مشاهداته، لكن هناك جوانب لم نعيرها الاهتمام المطلوب... نعم هناك عقليات تستطيع أن تخلق الفرص بما فيها السياحية لكنها خارج نطاق الاختيار وهذه مشكلتنا التي صعب علينا إيجاد حل مناسب للخروج من الأيدولوجيات المحركة لها وعندك مشروع تطوير جزيرة فيلكا... وإلى الآن لم يخرج إلى النور؟

قد يكون نوعا من أنواع صناعة الغباء الذي ابتلي فيه العالم بأسره حيث ينصب الاهتمام على الفن والسناب شات والطبخ وغيره من اكسسوارات الحياة التكميلية بينما الأصل نحن بعيدين عنه... وهذا لا يصنع التاريخ إطلاقا.

من يصنع التاريخ إذن؟

أعتقد بأن الإجابة عرضت ضمنيا بين السطور... فمن يصنع التاريخ هم الأفراد اصحاب الطموح وهم كثر، لكن لا تقترب منهم آلة الاختيار لتمنحهم فرصة عرض الإبداع بشتى أنواعه هذا من جهة، إضافة إلى آفة الحسد والكبر التي تطرقنا لآثارها السلبية في مقال سابق.

هاتوا من يصنع التاريخ لنا عبر طموح لا تنقطع مبادراته وكل واختصاصه وهناك الكثير من البيوت الاستشارية نستطيع الاستعانة بها لتحويل الفكرة من حلم إلى واقع والحديث يطول في هذا الجانب... والله المستعان.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك