مسفر النعيس يدعو إلى تنظيم إصدار تأشيرات العمل
زاوية الكتابكتب أغسطس 4, 2016, 11:52 م 481 مشاهدات 0
الراي
صوت القلم- مَن يسقيها اليانسون؟
مسفر النعيس
أدرك جيداً أن من هو داخل مؤسسة القرار، ليس كمن يحتسي قهوته ويطالب من خارجها. وأعلم جيداً أن كل قرار يحاول أي مسؤول إصداره، توازيه حركات صد ورفض من مؤسسات وأشخاص لأنه لا يتلاءم مع أهدافها، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية. ولكن هناك قرارات لا بد أن تصدر لأنها تصب في مصلحة الدولة وأمنها ولا بد ألا تحمل أي نوع من المجاملة لأي شخص أو فئة معينة.
كويتنا الغالية بفضل الله وحمده تتمتع بالأمن والأمان والقيادة الحكيمة، فهي تحتضن ملايين الوافدين، وتقدم لهم خدمات لا يجدونها في بلدانهم، وهذه ليست منّة بل دليل على قلبها الكبير وإنسانيتها التي يمثلها سمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، والتي تجلت بصورة كبيرة في الدعم الكبير للشعب السوري وكل الشعوب المحتاجة في العالم.
ما أردت أن أصل إليه أجزم بأن معظم الكويتيين يشاركونني فيه وهو تعديل التركيبة السكانية والقضاء أولاً على تجار البشر ومن ثم القضاء على من يسهل لهم عملهم، وبعدها تنظيم عملية إصدار تأشيرات العمل ومدى ملاءمتها لسوق العمل في دولتنا الغالية، إنها عملية تتطلب جهداً كبيراً وإن كانت معقدة قليلاً ولكنها غير مستحيلة، ويبدو أن الوزيرة الإصلاحية هند الصبيح، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، لديها ملف بهذا التوجه ولكن إن لم تتضافر الجهود ستكون مهمتها غير قابلة للتطبيق.
أعتقد أن هناك خطوات لو نفذت بشكل علمي بعيداً عن الواسطة والمحسوبية وتدخل بعض المتنفذين سيكون النجاح حليفاً وسيتم تقنين الأعداد الكبيرة من الوافدين الذين يشكلون بطالة مقنعة والذين يضغطون بشكل مباشر على خدمات الدولة، فقد ضاقت البلد وأصبح الازدحام ديدنها بسبب عدم إيقاف السيل العارم من الوافدين والعمالة الرخيصة والسائبة التي لا تسمن البلد ولا تغنيه من جوع.
فكثير من العمالة غير المنتجة التي لا تستفيد منها الدولة تتمتع بمرافقها، فنجد شوارعنا في كل الأوقات مزدحمة بالسيارات وأغلبها لوافدين لا يفيدون البلد في شيء، ضف على ذلك أنهم يسببون ربكة لقائدي السيارات عند عبورهم في الأماكن غير المسموح بها، كما تجدهم يستخدمون مرافق الدولة فتجد المستشفيات مزدحمة بشكل لا يطاق ما يجعل المواعيد تتأخر بالأشهر، حتى وزارات الدولة أصبح الوافدون يتكدسون بها فتجدهم يحتلون أماكن الكويتيين، فشباب البلد ينتظرون طوابير في ديوان الخدمة بينما الوافد يتمتع بالجلوس على الكرسي الوثير في الدوائر الحكومية، وهذا واقع، فهل يعقل أن ينتظر خريج كلية الهندسة ستة أشهر حتى يتوظف في الحكومة بينما الوافد في أقل من شهر يأتي به بعض المسؤولين، كما أن زيادة الأعداد بهذا الكم الرهيب يؤثر على الأمن الاجتماعي فتجد العزاب يسكنون في المناطق النموذجية وسط العائلات وهذا يخلق نوعاً من الريبة والقلق والخطر.
أكتفي بذلك حتى لا أتمادى، وأؤكد على شيء مهم أن هناك الكثير من الوافدين يعملون بجد واجتهاد وتحتاجهم الدولة في شكل كبير، ومنهم على سبيل المثال المهندسون والفنيون في محطات القوى الكهربائية وتقطير المياه الذين نتمنى أن يتم زيادة رواتبهم المتدنية بالنسبة إلى عملهم الشاق.
أتمنى أن يفهم بعض المسؤولين بأن البلد يعاني من تخمة حقيقية ولا بد أن يسقى اليانسون، لأنه مفيد لآلام البطن والانتفاخ، والله من وراء القصد.
****
زيادة أسعار البنزين، سترفع كل أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية وستحدث ربكة لدى المواطن البسيط والوافد الأبسط، فلو كانت البدائل موجودة كمنح كوبونات شهرية للمواطن أو زيادة في الرواتب لكانت الزيادة منطقية، ولكن بهذه الصورة المفاجئة ستكون طامة كبرى على ذوي الدخل المحدود، وهذه وجهة نظري الخاصة وربما تحمل الصواب أو الخطأ.
تعليقات